الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل الثامن : العرض على الله جلَّ و علا في موقف فصل القضاء .
المبحث الثاني : الأدلة على حصول العرض على الله .
المطلب الثاني : الأدلة من السنة .
من تلك الأدلة ما أخرج مسلم
عن جرير بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( أما إنكم تعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر ) .
و هناك العديد من الأحاديث التي تدل على حصول عرض العباد على ربهم ،
و قد جاء في عرض أعمال العباد :
أن المؤمن تعرض أعماله بكل يسر و سهولة دون مناقشة و استقصاء ،
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة رضي الله تعالى عنها و عن ابيها
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
قالت : قلت : أليس يقول الله تعالى :
{ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } .
رواه البخاري (103) .من حديث عائشة رضي الله عنها
و جاء عن صفوان بن محرز قال :
[ كنت آخذاً بيد ابن عمر، إذ عرض له رجل ، قال :
كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى يوم القيامة ؟
قال : سمعته صلى الله عليه و سلم يقول :
( إن الله عز و جل يدني المؤمن ، فيضع عليه كنفه ,
و يستره من الناس ، و يقرره بذنوبه ,
و يقول له : أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟
حتى إذا قرره بذنوبه , و رأى في نفسه أنه قد هلك ،
قال : فإني سترتها عليك في الدنيا ،
و أنا أغفرها لك اليوم ، ثم يعطى كتاب حسناته ،
و أما الكفار و المنافقون فيقول الأشهاد :
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ
وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ
أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }(.
الآية الكرمة من سورة [هود: 18]
رواه البخاري ( 2441 ) ، و مسلم ( 2768 )
* و هذا دليل كذلك على ثبوت عرض الخلائق على ربهم للحساب .
المصدر : (( تفسير ابن كثير )) (2/441) ،و (( تفسير فتح القدير )) (2/490)
و مما جاء في العرض الخاص أن أناساً يخرجون من النار فيعرضون على ربهم
عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( يخرج من النار أربعة فيعرضون على الله ،
أي رب إذا خرجتني منها فلا تعدني فيها ،
الحياة الآخرة لغالب عواجي 2/820
المصدر : ( الدرر السنية )
و الله تعالى أعلى و اعلم و أجَلَّ .