( ممَا جَاءَ فِي : كَرَاهِيَةِ تَلَقِّي الْبُيُوعِ .. 1 منه )
حَدَّثَنَاسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍحَدَّثَنَاعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ
حَدَّثَنَاعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍوعَنْأَيُّوبَعَنْمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَرضى الله تعالى عنهم
عَنْأَبِي هُرَيْرَةَرضى الله تعالى عنه
[ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ نَهَى أَنْ يُتَلَقَّى الْجَلَبُ
فَإِنْ تَلَقَّاهُ إِنْسَانٌ فَابْتَاعَهُ فَصَاحِبُ السِّلْعَةِ فِيهَا بِالْخِيَارِ إِذَا وَرَدَ السُّوقَ]
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِأَيُّوبَ
وَحَدِيثُابْنِ مَسْعُودٍحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَقَدْ كَرِهَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ تَلَقِّي الْبُيُوعِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ الْخَدِيعَةِ
وَهُوَ قَوْلُالشَّافِعِيِّوَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِنَا .
قَوْلُهُ : ( نَهَى أَنْ يُتَلَقَّى )
( الْجَلَبُ ) بِفَتْحِ اللَّامِ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى اسْمِ الْمَفْعُولِ أَيْ : الْمَجْلُوبُ ،
يُقَالُ جَلَبَ الشَّيْءَ جَاءَ بِهِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ لِلتِّجَارَةِ
( فَإِنْ تَلَقَّاهُ ) أَيْ : الجَلَبَ
( إِنْسَانٌ فَابْتَاعَهُ ) أَيْ : اشْتَرَاهُ
( فَصَاحِبُ السِّلْعَةِ بِالْخِيَارِ إِذَا وَرَدَ السُّوقَ ) قَالَ صَاحِبُ الْمُنْتَقَى :
فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ الْبَيْعِ . انْتَهَى ،
واخْتَلَفُوا : هَلْ يَثْبُتُ لَهُ الْخِيَارُ مُطْلَقًا ، أَوْ بِشَرْطِ أَنْ يَقَعَ لَهُ فِي الْبَيْعِ غَبْنٌ ؟
- بائع الجلب - ذَهَبَتِ الْحَنَابِلَةُ إِلَى الْأَوَّلِ ، وَهُوَ الْأَصَحُّ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ :
وَهُوَ الظَّاهِرُ ، وظَاهِرُهُ أَنَّ النَّهْيَ لِأَجْلِ مَنْفَعَةِ الْبَائِعِ
وَإِزَالَةِ الضَّرَرِ عَنْهُ وَ صِيَانَتِهِ مِمَّنْ يَخْدَعُهُ ،
قَالَابْنُ الْمُنْذِرِ : وَحَمَلَهُمَالِكٌعَلَى نَفْعِ أَهْلِ السُّوقِ لَا عَلَى نَفْعِ رَبِّ السِّلْعَةِ
وَ إِلَى ذَلِكَ جَنَحَ الْكُوفِيُّونَوَالْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ : وَالْحَدِيثُ حُجَّةٌلِلشَّافِعِيِّ .
أَنَّهُ أَثْبَتَ الْخِيَارَ لِلْبَائِعِ لَا لِأَهْلِ السُّوقِ . انْتَهَى ،
وقَدْ احْتَجَّمَالِكٌوَمَنْ مَعَهُ بِمَا وَقَعَ فِي رِوَايَةٍ
مِنَ النَّهْيِ عَنْ تَلَقِّي السِّلَعِ حَتَّى تَهْبِطَ الْأَسْوَاقَ ،
وَهَذَا لَا يَكُونُ دَلِيلًا لِمُدَّعَاهُمْ ؛ لِأَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ رِعَايَةً لِمَنْفَعَةِ الْبَائِعِ ؛
لِأَنَّهَا إِذَا هَبَطَتِ الْأَسْوَاقَ عُرِفَ مِقْدَارُ السِّعْرِ فَلَا يُخْدَعُ ،
ولَا مَانِعَ مِنْ أَنْ يُقَالَ الْعِلَّةُ فِي النَّهْيِ مُرَاعَاةُ نَفْعِ الْبَائِعِ وَنَفْعِ أَهْلِ السُّوقِ .
انْتَهَى مَا فِي النَّيْلِ .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ إِلَخْ )
أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ إِلَّاالْبُخَارِيُّ
(وَحَدِيثُابْنِ مَسْعُودٍحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ
قَوْلُهُ : ( وَ قَدْ كَرِهَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ تَلَقِّي الْبُيُوعِ إِلَخْ )
وَ هُوَ الْحَقُّ عِنْدِي ، وَ اللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .