{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ }
* اتفقنا على أن النفاق لم يكن موجوداً قبل هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم ، إذاً :
لماذا نزلت صفات المنافقين في السور المدنية ؟
لم يكن النفاق موجودا قبل هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم
[ من مكة ] إلى المدينة , و بعد أن هاجر .
فلما كانت وقعة بدر العظمى و أظهر الله كلمته و أعز الإسلام و أهله
قال عبدالله بن أبي بن سلول و كان رأسا في المدينة
و هو من الخزرج و كان سيد الطائفتين في الجاهلية
و كانوا قد عزموا على أن يملكوه عليهم فجاءهم الخير و أسلموا و اشتغلوا عنه
فبقي في نفسه من الإسلام و أهله فلما كانت وقعة بدر قال هذا أمر قد توجه
فأظهر الدخول في الإسلام و دخل معه طوائف
ممن هو على طريقته و نحلته و آخرون من أهل الكتاب
فمن ثم وجد النفاق في أهل المدينة و من حولها من الأعراب
فأما المهاجرون فلم يكن فيهم أحد يهاجر مكرها
بل يهاجر فيترك ماله و ولده و أرضه رغبة فيما عند الله في الدار الآخرة .
المصدر : ( ابن كثير + السعدي )
و إنما نزلت صفات المنافقين في السور المدنية ،
لأن مكة لم يكن فيها نفاق بل كان خلافه،
فمن الناس من كان يظهر الكفر مستكرهاً و هو في الباطن مؤمن ،
فلما هاجر رسول الله صلى الله تعالى عليه و على آله و صحبه وسلم إلى المدينة
بعد أن أظهر الله المؤمنين و أعزهم ، ذل من في المدينة ممن لم يسلم ,
فأظهر بعضهم الإسلام خوفا و مخادعة , و لتحقن دماؤهم , و تسلم أموالهم ,
فكانوا بين أظهر المسلمين في الظاهر أنهم منهم , و في الحقيقة ليسوا منهم .
المصدر : ( ابن كثير + السعدي )