( ممَا جَاءَ فِي : كَرَاهِيَةِ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ )
حَدَّثَنَاقُتَيْبَةُحَدَّثَنَاهُشَيْمٌعَنْأَبِي بِشْرٍعَنْيُوسُفَ بْنِ مَاهَكَرضى الله تعالى عنهم
عَنْحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضى الله تعالى عنهقَالَ
[أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَقُلْتُ
يَأْتِينِي الرَّجُلُ يَسْأَلُنِي مِنْ الْبَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدِي
أَبْتَاعُ لَهُ مِنْ السُّوقِ ثُمَّ أَبِيعُهُ
قَالَ صلى الله عليه و سلم :
( لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ ) ]
قَوْلُهُ : ( أَبْتَاعُ لَهُ مِنَ السُّوقِ )
بِتَقْدِيرِ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ أَيْ : أَأَشْتَرِي لَهُ مِنَ السُّوقِ ؟
وفِي رِوَايَةِأَبِي دَاوُدَ : أَفَأَبْتَاعُ لَهُ مِنَ السُّوقِ ؟
( ثُمَّ أَبِيعُهُ ) لَمْ يَقَعْهَذَا اللَّفْظُ فِي رِوَايَةِأَبِي دَاوُدَ،
وَلَا فِي رِوَايَةِالنَّسَائِيِّ، وَلَا فِي رِوَايَةِابْنِ مَاجَهْ،
والظَّاهِرُ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيِّ ، بَلِ الْمُرَادُ مِنْهُ التَّسْلِيمُ ،
ومَقْصُودُ السَّائِلِ أَنَّهُ هَلْ يَبِيعُ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ ، ثُمَّ يَشْتَرِيهِ مِنَ السُّوقِ ،
ثُمَّ يُسَلِّمُهُ لِلْمُشْتَرِي الَّذِي اشْتَرَى لَهُ مِنْهُ
( قَالَ لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ ) أَيْ : شَيْئًا لَيْسَ فِي مِلْكِكَ حَالَ الْعَقْدِ ،
فِي شَرْحِ السُّنَّةِ هَذَا فِي بُيُوعِ الْأَعْيَانِ دُونَ بُيُوعِ الصِّفَاتِ
فَلِذَا قِيلَ : السَّلَمُ فِي شَيْءٍ مَوْصُوفٍ عَامِّ الْوُجُودِ عِنْدَ الْمَحَلِّ الْمَشْرُوطِ يَجُوزُ ،
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي مِلْكِهِ حَالَ الْعَقْدِ ،
وفِي مَعْنَى مَا لَيْسَ عِنْدَهُ فِي الْفَسَادِ بَيْعُ الْعَبْدِ الْآبِقِ ،
وَبَيْعُ الْمَبِيعِ قَبْلَ الْقَبْضِ ،
وفِي مَعْنَاهُ بَيْعُ مَالِ غَيْرِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ؛
لِأَنَّهُ لَا يَدْرِي هَلْ يُجِيزُ مَالِكُهُ أَمْ لَا ، وَبِهِ قَالَالشَّافِعِيُّرَحِمَهُ اللَّهُ ،
وقَالَ جَمَاعَةٌ : يَكُونُ الْعَقْدُ مَوْقُوفًا عَلَى إِجَازَةِ الْمَالِكِ ،
وهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وَأَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَأَحْمَدَ رَحِمَهُمْ اللَّهُ ، كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ .