الطريقة في صلاة الليل موسعة بحمد الله ،
إن شاء صلى قبل أن ينام ما يسر الله له ،
واحدة أو ثلاثا أو أكثر بعد سنة العشاء ،
و إن شاء أخر ذلك إلى آخر الليل ، أو وسط الليل ،
فإذا قام صلى ركعتين خفيفتين ،
أربعا ، أو ستا ، أو ثمانيا ، أو عشرا ، يسلم من كل ثنتين ،
هكذا كان النبي يفعل عليه الصلاة و السلام ،
ربما أوتر بثلاث ، و ربما أوتر بخمس ، و ربما أوتر بسبع ،
و ربما أوتر بعشر و زاد واحدة ،
تقول أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة رضي الله تعالى عنها و عن أبيها :
[ كان عليه الصلاة و السلام يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة ،
يسلم من كل ثنتين و يوتر بواحدة ]
و جاء عنها رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
و عن أم المؤمنين أمنا السيدة / أم سلمة رضى الله تعالى عنها
و عن غيرهما رضى الله تعالى عنهم
[ أنه ربما أوتر بسبع يسردها جميعا ، و ربما جلس في السادسة
و يتشهد التشهد الأول ، ثم يقوم ولا يسلم ويأتي بالسابعة
و ربما سرد خمسا لا يجلس إلا في آخرها ،
و ربما صلى ثماني ركعات يسلم من كل ثنتين ،
ثم يوتر بخمس يسردها جميعا ،
و ربما أوتر بتسع سردها جميعا ، ليجلس في الثامنة
و يتشهد التشهد الأول ، ثم يقوم و يأتي بالتاسعة و يسلم ]
كل هذا ثبت عنه عليه الصلاة و السلام حيث قال :
يعني ثنتين ثنتين ، هذا هو الأفضل ، يسلم من كل ثنتين ثم يوتر بواحدة ،
هذا هو الأفضل و الأكمل ، و إذا فعل شيئا من الأنواع الأخرى فلا حرج ؛
إذا أوتر بواحدة و لم يزد ، أو بثلاث سلم من ثنتين ثم أوتر بواحدة ،
أو سرد الثلاث جميعا ، و لم يجلس إلا في آخرها فلا بأس ،
أو أوتر بخمس يسلم من كل ثنتين ، ثم يوتر بواحدة فلا بأس ، هذا أفضل ،
و إن سرد الخمس جميعا و لم يقعد إلا في الأخيرة فلا بأس ،
كل هذا بحمد الله من التوسعة ، و الواجب الخشوع في ذلك ،
يطمئن لا يعجل ، لا ينقرها نقرا ، بل يطمئن ، الطمأنينة لا بد منها ،
كلما زاد في الخشوع فهو أفضل ،
و هكذا في الترتيل في القراءة ، يرتل في القراءة ،
و يخشع فيها و لا يعجل في القراءة ، ثم هو مخير ؛
إن شاء خفض صوته ، و إن شاء رفع صوته ؛
فالنبي صلى الله عليه و سلم ربما رفع ، و ربما خفض
هكذا قالت أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها و عن أبيها ،
[ تارة يخفض صوته ، و تارة يرفع صوته ]
فهو مخير يعمل الأصلح ، إذا رأى أن خفض صوته أخشع له ،
و أقرب إلى راحته فلا بأس ، و هو أفضل له ،
و إن رأى أن رفع صوته أخشع له ، و أنشط له رفع صوته ،
إذا كان لا يؤذي أحدا من الناس ، لا يشوش على نائمين ، و لا مصلين ،
فإذا رأى أن صوته إذا رفعه أنشط له فإنه يرفع صوته ،
و الخلاصة أنه يعمل الأفضل ، و يعمل الأصلح ،
إن رأى أن الأصلح خفض الصوت خفض ،
و إن رأى أن الأصلح له و الأخشع له رفع الصوت رفع ،
لكن لا يرفع إلا إذا كان لا يؤذي أحدا ،
أما إذا كان حوله مصلون ، أو حوله نوام يؤذيهم ،
يخفض صوته ، و يراعي حالهم ،
ففي رمضان يرفع صوته في المسجد ،
إذا كان في المسجد الإمام يرفع صوته حتى يسمع الناس ، و حتى يستفيدوا .