
04-03-2013, 10:02 PM
|
Administrator
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
|
|
إن هناك حكمة جسدية حيوية عظيمة جدا
و هى أن تزاوج الأقارب بعضهم ببعض يكون سببا لضعف النسل
فإذا تسللت و أستمرت بتسلسل الضعف و الضوى فيه إلى أن ينقطع
و هو الذى أشار اليه الفقهاء
أن قوة النسل تكون على قدر داعية التناسل فى الزوجين و هى الشهوة
أنها تكون ضعيفة بين الأقارب
و جعلوا ذلك علة لكراهية تزوج بنات العم و بنات العمة .. إلى آخره
و سبب ذلك أن هذه الشهوة شعور فى النفس
يزاحمه شعور عواطف القرابة المضاد له
فإما أن يزيله و إما أن يزلزله و يضعفه
و إنما يظهر للعامة بمثال تقريبى معروف عند الفلاحين
و هو أن الأرض التى يتكرر زرع نوع واحد من الحبوب فيها
يضعف هذا الزرع فيها مرة بعد أخرى إلى أن ينقطع
لقلة المواد التى هى قوام غذائه
و كثرة المواد الأخرى التى لا يتغذى منها و مزاحمتها لغذائه أن يخلص له
و لو زرع ذلك الحب فى أرض أخرى و زرع فى هذه الأرض نوع آخر من الحب لنما كلاً منهما
بل ثبت عند الزراع أن إختلاف الصنف من النوع الواحد من أنواع البذار يفيد
فإذا زرعوا حنطة فى أرض و أخذوا بذرا من غلتها فزرعوه فى تلك الأرض يكون نموه ضعيفا و غلته قليلة
و إذا أخذوا البذر من حنطة أخرى و زرعوه فى تلك الأرض نفسها
كذلك النساء هن حرث كالأرض
يزرع فيهن الولد و طوائف الناس كأنواع البذار و أصنافه
فينبغى أن يتزوج أفراد كل عشيرة من الأخرى ليزكوا الولد و ينجب
فإن الولد يرث من مزاج أبويه و مادة أجسادهما
و يرث من أخلاقهما و صفاتهما الروحية و يباينهما فى شئ من ذلك
فالتوارث و التباين سنتان من سنن الخليقة
ينبغى أن تأخذ كل واحدة منهما حظها لأجل أن ترتقى السلائل البشرية و يتقارب الناس بعضهم من بعض
و يستمد بعضهم القوة و الإستعداد من بعض
و التزوج من الأقربين ينافى ذلك
فثبت بما تقدم كله أنه ضار بدنياً و نفسياً و مناف للفطرة
و مخل بالروابط الاجتماعية و عائق لإرتقاء البشر
إن الخصال التى تتطلب مراعاتها فى المرأة يجب ألا تكون من القرابة القريبة
قال : فأن الولد يخلق ضاوياً أى نحيفاً
و أورد فى ذلك حديثا لا يصح
و لكن روى إبراهيم الحربى رضى الله تعالى عنه
أن عمر رضى الله تعالى عنه قال لآل السائب
أى تزوجوا الغرائب لئلا تجئ أولادكم نحافاً ضعافاً
إن الشهوة إنما تنبعث بقوة الإحساس بالنظر أو اللمس و إنما يَقوى الإحساس بالمر الغريب الجديد
فأما المعهود الذى دام النظر إليه
فإنه يضعف الحس عن تمام أدراكه و التأثر به و لا تنبعص به الشهوة
ماهى حكمة التحريم بالرضاع ؟؟
فهذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة فأنتظرونا و لكن لا تنسونا من صالح الدعوات
|