الأخت / الملكة نــــــــور
الهدف من قراءة سورة الكهف
و نو إحاطتكم أننا ننشرها كل جمعة لتذكريركم بقراءتها
هدف السورة : العصمة من الفتن
وهذه السورة ذكرت أربع قصص قرآنية هي :
أهل الكهف ، صاحب الجنتين ، موسى والخضر , و ذو القرنين .
و لهذه السورة فضل كما قال النبي صل الله عليه و سلم :
عن أبي الدرداء رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال )
و عن أبي سعيد الخدري أن النبي قال :
( من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نوراَ يوم القيامة
والأحاديث في فضلها كثيرة . وقصص سورة الكهف الأربعة يربطها
محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الأربعة في الحياة :
فتنة الدين ( قصة أهل الكهف ) ، فتنة المال ( صاحب الجنتين ) ،
فتنة العلم ( موسى والخضر ) و فتنة السلطة ( ذو القرنين ) .
و هذه الفتن شديدة على الناس والمحرك الرئيسي لها هو الشيطان
الذي يزيّن هذه الفتن و لذا جاءت الآية :
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ
فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ
بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا }
وفي وسط السورة أيضاً. ولهذا قال الرسول صلى الله عله وسلم
أنه من قرأها عصمه الله تعالى من فتنة المسيح الدجّال لأنه سيأتي بهذه
الفتن الأربعة ليفتن الناس بها .
وكان يستعيذ في صلاته من أربع منها فتنة المسيح الدجال.
وقصص سورة الكهف كل تتحدث عن إحدى هذه الفتن ثم يأتي بعده
قصة الفتية الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم فآووا إلى الكهف حيث
حدثت لهم معجزة إبقائهم فيه ثلاثمئة سنة وازدادوا تسعا وكانت القرية
قد أصبحت كلها على التوحيد.
ثم تأتي آيات تشير إلى كيفية العصمة من هذه الفتنة
{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا
وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا
وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ
بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا }
فالعصمة من فتنة الدين تكون بالصحبة الصالحة وتذكر الآخرة
قصة صاحب الجنتين الذي آتاه الله كل شيء فكفر بأنعم الله وأنكر البعث
فأهلك الله تعالى الجنتين ثم تأتي العصمة من هذه الفتنة :
{ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء
فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ
وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا }
والعصمة من فتنة المال تكون في فهم حقيقة الدنيا وتذكر الآخرة .
قصة موسى مع الخضر وكان موسى ظنّ أنه أعلم أهل الأرض فأوحى
له الله تعالى بأن هناك من هو أعلم منه فذهب للقائه والتعلم منه فلم يصبر
على ما فعله الخضر لأنه لم يفهم الحكمة في أفعاله وإنما أخذ بظاهرها فقط.
وتأتي آية العصمة من هذه الفتنة
{ قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا }
والعصمة من فتنة العلم هي التواضع وعدم الغرور بالعلم.
قصة ذو القرنين الذي كان ملكاً عادلاً يمتلك العلم وينتقل من مشرق الأرض
إلى مغربها يعين الناس ويدعو إلى الله وينشر الخير حتى وصل لقوم خائفين
من هجوم يأجوج ومأجوج فأعانهم على بناء سد لمنعهم عنهم
وما زال السدّ قائماً إلى يومنا هذا وتأتي آية العصمة :
{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا }
فالعصمة من فتنة السلطة هي الإخلاص لله في الإعمال وتذكر الآخرة .
5. ختام السورة : العصمة من الفتن:
آخر آية من سورة الكهف تركّز على العصمة الكاملة من الفتن بتذكر اليوم
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
فعلينا أن نعمل عملاً صالحاً صحيحاً ومخلصاً لله حتى يَقبل،
والنجاة من الفتن إنتظار لقاء الله تعالى .