( ممَا جَاءَ فِي : كَرَاهِيَةِ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَ هِبَتِهِ )
حَدَّثَنَامُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍحَدَّثَنَاعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّقَالَ
حَدَّثَنَاسُفْيَانُوَشُعْبَةُعَنْعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍرضى الله تعالى عنهم
عَنْابْنِ عُمَرَرضى الله تعالى عنهما قال
[ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَ هِبَتِهِ ]
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
عَنْابْنِ عُمَرَوَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ
وَقَدْ رَوَىيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍهَذَا الْحَدِيثَ عَنْعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَعَنْنَافِعٍعَنْابْنِ عُمَرَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَهِبَتِهِ
وَهُوَ وَهْمٌ وَهِمَ فِيهِيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍوَرَوَىعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّوَعَبْدُ اللَّهِ بْنُنُمَيْرٍ
وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَعَنْعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍعَنْابْنِ عُمَرَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِيَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ .
الْوَلَاءُ بِالْفَتْحِ وَ الْمَدِّ : حَقُّ مِيرَاثِ الْمُعْتِقِ مِنَ الْمُعْتَقِ بِالْفَتْحِ .
قَوْلُهُ : ( نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ )
بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالْمَدِّ ، قَالَ فِي النِّهَايَةِ :
يَعْنِي : وَلَاءَ الْعِتْقِ ، وَهُوَ إِذَا مَاتَ الْمُعْتَقُ وَرِثَهُ مُعْتِقُهُ ،
أَوْ وَرَثَةُ مُعْتِقِهِ كَانَتْالْعَرَبُ تَبِيعُهُ وَتَهَبُهُ فَنَهَى عَنْهُ ؛
لِأَنَّ الْوَلَاءَ كَالنَّسَبِ فَلَا يَزُولُ بِالْإِزَالَةِ . انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ .
قَوْلُهُ : ( وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ )
قَالَالنَّوَوِيُّفِي شَرْحِ مُسْلِمٍ : فِي الْحَدِيثِ تَحْرِيمُ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَهِبَتِهِ وَأنَّهُمَا لَا يَصِحَّانِ ،
وَأَنَّهُ لَا يَنْتَقِلُ الْوَلَاءُ عَنْ مُسْتَحِقِّهِ ، بَلْ هُوَ لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ ،
وبِهَذَا قَالَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ ،
وأَجَازَ بَعْضُ السَّلَفِ نَقْلَهُ وَلَعَلَّهُمْ لَمْ يَبْلُغْهُمْ الْحَدِيثُ . انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( وَ هُوَ وَهْمٌ )
أَيْ : ذِكْرُنَافِعٍبَيْنَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِعُمَرَوَابْنِ عُمَرَ
( وَهِمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ) فَإِنَّهُ قَدْ خَالَفَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الثِّقَاتِ الْحُفَّاظِ
فَإِنَّهُمْ يَذْكُرُونَ بَيْنَهُمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دِينَارٍ ،
ويَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ هَذَا هُوَ الطَّائِفِيُّ نَزِيلُ مَكَّةَ صَدُوقٌ سَيِّئُ الْحِفْظِ ، قَالَهُ الْحَافِظُ فِي التَّقْرِيبِ ،
وقَالَ الْخَزْرَجِيُّ فِي الْخُلَاصَةِ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَابْنُ سَعْدٍ ،
وَالنَّسَائِيُّ إِلَّا فِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ،
وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ وَلَمْ يَكُنْ بِالْحَافِظِ ، وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ ،
قَالَ الْخَزْرَجِيُّ : احْتَجَّ بِهِ ع وَلَهُ فِي خ فَرْدُ حَدِيثٍ . انْتَهَى .
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .