عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-08-2013, 06:36 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي وسائل التقنية الحديثة في خدمة الدعوة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وسائل التقنية الحديثة في خدمة الدعوة


عادل عبدالله هندي

الحمد لله رب العالمين، وصلاة وسلاماً على سيد الدعاة المخلصين العاملين،
أسْلم الناس صدراً، وأزكاهم نفساً، وأحسنهم خُلُقَاً،
وبعد: فإن الدعوة إلى الله - تعالى - هي مهمة ورسالة أشرف الخلق (الأنبياء والمرسلين)
- عليهم الصلاة والسلام -
وهي سبب خيرية أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
ورحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حين كان يقول:
«من سرَّه أن يكون من هذه الأمة فليؤدِّ شرط الله فيها.
قالوا: وما شرط الله فيها يا أمير المؤمنين؟
قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».


إن الأمة - وحالها لا يخفى على عاقل أو مهتم بأمته -
أحوج ما تكون إلى سلوك سبيل الإسلام في تطويع وسائل التكنولوجيا الحديثة
لخدمة هذه الدعوة

التي كانت سبب خيرية هذه الأمة الرائدة.

ثم إن عصرنا الحالي ظهرت فيه وسائل متعددة في التواصل والاتصال؛
فمنها: تطبيقات شبكة الإنترنت المختلفة،
والموسوعات الإلكترونية المطبوعة على أقراص مدمجة «CD»،
ومنها أيضاً الهاتف الجوال،
وما يشمله عالم الكمبيوتر من (البالتوك،
والبريد الإلكتروني، والمنتديات والشات،
والجروبات... وغيرها كثير).


والداعي إلى الله لا ينبغي له بحال من الأحوال
أن ينفصل عن هذا التقدم الحادث في وسائل الدعوة،

فعليه أن يستفيد من هذه التقنيات الحديثة
؛
لأن التقوقع داخل مسجد أو نادٍ أو مركز شباب فحسب
دون الاستفادة من الوسائل الأخرى ينفق كثيراً من الوقت والجهد الذي يمكن توفيره،
ومن هنا فقد
جاءت هذه المقالة
لتضع يد الدعاة على كيفية الاستفادة
من هذه التقنيات الحديثة المتوفرة في خدمة دعوتهـــم
وتحقيـــق أهــــداف رسالتهــم
و «الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ؛ ‏‏فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا»
فالداعية مطالَب أن يطوِّر ذاته وأن يطور من دعوته ووسائلها،
ورحم الله الرافعي حين ترجم لهذا المعنى بقوله:
«إن لم تزد شيئاً على الدنيا: كنت أنت زائداً عليها».


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وأهدافنا من إعداد هذه المقالة الدعوية ما يلي:

١ - وضع الخطوط العريضة في كيفية الاستفادة الواقعية منها.
٢ - تثقيف الصف المسلم بما يلزمه في عصر التكنولوجيا المتطورة.
٣ - إثبات أن الدين الإسلامي دين واقعي متــميز متوازن.
٤ - شرح كيفية استخدام الإنترنت والموسوعات العلمية الإلكترونية
استخداماً صحيحاً بعيداً عن الانحراف؛
بحيث يسوق إلى الحق،ويدفع إلى التميز والفلاح.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وتنبع أهمية هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة من الأسباب الآتية:
١ - اهتمام غير المسلمين بوسائل الاتصال الحديثة؛
لدفع الناس إلى تحقيق مكاسب مادية بحتة.
بينما كان الأوْلَى ببني الإسلام أن يأخذوا بهذه الوسائل الحديثة.

٢ - لأن الوسائل التكنولوجية اليوم تتميز بانعدام المحدودية؛
فليس لها حدود زمانية ولا مكانية ولا نوعية أو جنسية؛
ولذا فهي تتخطى كل الحواجز، أضف إلى ذلك سهولة استخدامها
وصيرورتها شيئاً عادياً،ليس من الصعب التواصل بها والتعامل معها.

٣ - لتوجُّه أنظار الناس جميعاً إلى هذه الوسائل واهتمامهم وتعلقهم بها.
٤ - اختلاف أنواعها، وأشكالها
(فمنها الصوتي، ومنها الصوري، ومنها الفيديو، ومنها الرسائل...)،
وهو ما يدعم أهميتها.

٥ - أنها تصل إلى الملايين في كـافة أنحاء العـالم،
وهو ما يمكِّن الداعية من الوصول إلى الناس بسهولة وبدون تضييقات معيَّنة.


إن الداعية – على ضوء ما سبق - مطالَب
بتطوير وسائله الدعوية حسب العصر بما يتناسب مع الشريعة الغراء،
كما أنه من الضروري أن نوضح أنَّ الإسلام لم يحدد لنا خريطة طريق دعوية محددة
نسير عليها لا يمكن أن نتجاوزها وأن نبتكر فيها أو نجدد في رحابها،

بل ترك لنا مساحة كبيرة للابتكار
ووضع لنا قاعدة ثابتة في السير على منهج الدين،
بدون إفراط ولا تفريط
.
قال - تعالى -: {ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْـحِكْمَةِ }
[النحل: ٥٢١]،
والحكمة: هي وضع الشيء المناسب في المكان والزمان والشخص المناسب.

ومن هنا فقد لزم لكل داعية أن يخرج من صومعته
ومن تقوقعه حول الوسائل القديمة ذاتها،
والناس ينتظرون الجديد الجذاب.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يتبع


التعديل الأخير تم بواسطة هيفولا ; 04-08-2013 الساعة 07:09 AM
رد مع اقتباس