اللهم آتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة و قنا عذاب النار
( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عاد رجلًا قد صار مثلَ الفرخِ المنتوفِ ،
قال : فهل كنتَ تدعو بشيءٍ ، أو تسألُه ؟
قال : قلتُ : اللهم ما كنتَ مُعاقِبي به في الآخرةِ فعجِّلْه لي في الدنيا ،
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : سُبحانَ اللهِ إذًا لا تُطيقُ ذلك ،
ربَّنا آتِنا في الدينا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ )
وقد ورد في القرآن على لسان يوسف عليه السلام:
{ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ }
تذّكر كم مرة قلت جملة مشابهة ؟
"والله أموت ولا أسوي كذا وكذا"
"والله تنقص إيدي ولا أقبل بكذا وكذا"
[ القدر موكّل بالمنطق ! ]
راقبوا ماتقوله السنتكم ..
لذا اختار احسن ماتطلبه من الله والحقه بدنيا واخره.
حكاية يرويها الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :
[ كنت قاضيا في الشام وحدث أن كنا مجموعة نمضي المساء عند أحد
الأصدقاء فشعرت بضيق نفس و إختناق شديد فأستأذنت أصدقائي للرحيل
فأصروا أن أتم السهرة معهم ولكني لم أستطع وقلت لهم أريد أن أتمشى
لأستنشق هواء نقيا خرجت منهم مشيا وحدي في الظلام وبينما أنا كذلك
إذ سمعت نحيبا وابتهال آت من خلف التلة نظرت فوجدت امرأة يبدو عليها
مظاهر البؤس كانت تبكي بحرقة وتدعو الله .
إقتربت منها وقلت لها: ما الذي يبكيك يا أختي
قالت : إن زوجي رجل قاس وظالم طردني من البيت و أخذ أبنائي
و أقسم أن لا أراهم يوما وأنا ليس لي أحد ولامكان أذهب له
فقلت لها: ولماذا لاترفعين أمرك للقاضي؟
بكت كثيرا وقالت: كيف لإمرأة مثلي أن تصل للقاضي؟!!
يكمل الشيخ وهو يبكي يقول :
المرأة تقول هذا وهي لاتعلم أن الله قد جر القاضي ( يقصد نفسه ) من رقبته
سبحان من أمره بالخروج في ظلمة الليل ليقف أمامها بقدميه ويسألها
هو بنفسه عن حاجتها أي دعاء دعته تلك المرأة المسكينه ليستجاب لها
بهذه السرعه وبهذه الطريقه فيا من تشعر بالبؤس وتظن أن الدنيا قد أظلمت
فقط ارفع يديك للسماء ولاتقل كيف ستحل بل تضرع لمن يسمع دبيب النملة .
كونوا على يقين أن هناك شيئاً ينتظركم بعد الصبر
- إن الله لا يبتليك بشي إلا وبه خير لك .. حتى وإن ظننت العكس ..
لَولا البَلاء لكانَ يُوسف مُدلّلا فِي حضن أبِيہ
ولكِنّـھ مَع البلَاء صار.. عَزِيز مِصر
كُونوا عَلى يَقينَ ..أنْ هُناكَ شَيئاً يَنتظْرُكمَ بعَد الصَبر ..
ليبهركم فيْنسيّكم مَرارَة الألَمْ ..