{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما } .
اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك
سيدنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
غـَـزَواتـُـه صلى الله عليه و سلم ( هـ )
كان من أمر بني قينقاع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جمعهم بسوق بني قينقاع ،
ثم قال صلى الله عليه و سلم لهم :
(يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة و أسلموا ،
فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم و عهد الله إليكم )
يا محمد إنك ترى أنا قومك ، لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة ،
إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس.
و هذا الجواب العنيف منهم رغم ما بينهم و بين رسول الله صلى الله عليه و سلم من عهد .
و ذات يوم قدمت امرأة من العرب إلى سوق بني قينقاع ، و جلست إلى صائغ بها ،
فجعلوا يريدونها على كشف وجهها ،
فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ،
فلما قامت انكشفت سوأتها ، فضحكوا بها ، فصاحت ،
فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ، و كان يهوديا ،
و شدت اليهود على المسلم ،
فقتلوه فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود ،
فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم و بين بني قينقاع ،
فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزلوا على حكمه ،
فقام إليه عبد الله بن أبي ابن سلول حين أمكنه الله منهم ،
فقال: يا محمد أحسن في مواليَّ " و كانوا حلفاء الخزرج " ،
فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
فقال : يا محمد ، أحسن في موالي ،
فأدخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله عليه و سلم،
فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أرسلني ) ( أي اتركني ) ،
و غضب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم قال :
قال : لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي ،
أربعُ مائة حاسر و ثلاث مائة دارع قد منعوني من الأحمر و الأسود ،
تحصدهم في غداة واحدة ، إني والله امرؤ أخشى الدوائر ،
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
و كانت محاصرته إياهم خمس عشرة ليلة
ابتداء من نصف شهر شوال في السنة الثانية من الهجرة ،
و أمرهم أن يخرجوا من المدينة و لا يجاوروه بها ،
فخرجوا إلى أذْرُعَات الشام ، فقلَّ أن لبثوا فيها حتى هلك أكثرهم .