خذ السوط فاضرب فجعل يضربه بالسوط ،
ويقول عمر : اضرب ابن الألْيَمَيْن ،
قال أنس : فضرب ، فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه ،
فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه ،
ثم قال عمر للمصري : ضع على ضِلعة عمرو ،
فقال : يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني ،
فقال عمر لعمرو : مُذْ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟
فهذه القصة ضعيفة سنداً ومتناً.
قال ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص167-16 مصور:
" حُدِّثنا عن أبي عبدة عن ثابت البناني وحميد عن أنس –رضي الله عنه-
قال: أتى رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-،
فقول ابن عبد الحكم حدثنا، فيه انقطاع بين ابن عبد الحكم وأبي عبدة؛
لأنه لم يقل حدثنا أو سمعت أو أخبرني أو قال لي أبو عبدة،
وأبو عبدة في الإسناد ضعيف.
قال الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمته (4/46:
يوسف بن عبدة ( ت ) عن ثابت البناني و غيره وكان ختن حماد بن سلمة.
ثم قال: وقال العقيلي له مناكير عن حميد وثابت.
وساق رواية عنه أنكرها حماد بن سلمة.
وقال: إذا أتى هؤلاء الشيوخ عن ثابت بشيء فاتهمهم.
وترجم له الحافظ في "التقريب"، فقال:
" يوسف بن عبدة الأزدي مولاهم أبو عبدة البصري القصاب لين الحديث من السابعة".
وأما الضعف والنكارة في المتن.
فقوله عن أنس عن القبطي فجعل يضربه بالسوط
ويقول عمر: اضرب ابن الألْيَمَيْن، قال أنس: فضرب، فوالله لقد ضربه
ونحن نحب ضربه فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه".
فكيف يسب عمر أمير المؤمنين عَمراً هذا السب الشنيع، فيطعن في نسبه،
وكيف يعطى النصراني أكثر من حقه من هذا المسلم.
والنكارة الثالثة في القول المنسوب إلى عمر -وحاشاه- للقبطي:
فما ذنب عمرو إذ ليس هو الضارب، والله يقول:
{ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }
حاشا عمر -رضي الله عنه- العادل الوقّاف عند كتاب الله أن يحكم
بهذه الأحكام ومنها الأمر بضرب غير الضارب.
و حتى لا يرمي أقوام أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بالسوء
و هم لا يعلمون أردت أن يعلم إخواني المسلمين نكارة هذه القصة.