( ممَا جَاءَ فِي : الصَّرْفِ .. 2 منه )
حَدَّثَنَاقُتَيْبَةُحَدَّثَنَااللَّيْثُعَنْابْنِ شِهَابٍعَنْمَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ
أَنَّهُ قَالَأَقْبَلْتُ أَقُولُ مَنْ يَصْطَرِفُ الدَّرَاهِمَ فَقَالَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
وَهُوَ عِنْدَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ " أَرِنَا ذَهَبَكَ ثُمَّ ائْتِنَا إِذَا جَاءَ خَادِمُنَا نُعْطِكَ وَرِقَكَ "
فَقَالَعُمَرُ رضى الله تعالى عنه
[ كَلَّا وَاللَّهِ لَتُعْطِيَنَّهُ وَرِقَهُ أَوْ لَتَرُدَّنَّ إِلَيْهِ ذَهَبَهُ
فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ
( الْوَرِقُ بِالذَّهَبِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَ هَاءَ وَ الْبُرُّ بِالْبُرِّ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَ هَاءَ
وَ الشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَ هَاءَ
وَ التَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَ هَاءَ)
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ
وَ مَعْنَى قَوْلِهِ إِلَّا هَاءَ وَ هَاءَ يَقُولُ يَدًا بِيَدٍ .
قَوْلُهُ : ( عَنْمَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ)
بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَالْمُثَلَّثَةِ ، النَّصْرِيِّ بِالنُّونِالْمَدَنِيِّ لَهُ رُؤْيَةٌ وَرَوَى عَنْعُمَرَ
(مَنْ يَصْطَرِفُ الدَّرَاهِمَ ) مِنَ الِاصْطِرَافِ ، وَكَانَ أَصْلُهُبِالتَّاءِ فَأُبْدِلَتِ التَّاءُ بِالطَّاءِ
( أَرِنَا ذَهَبَكَ ، ثُمَّ ائْتِنَاإِذَا جَاءَ خَادِمُنَا ) وفِي رِوَايَةِمَالِكٍ فِي الْمُوَطَّإِ :
فَتَرَاوَضْنَا حَتَّى اصْطَرَفَ مِنِّي ، وَأَخَذَ الذَّهَبَ يُقَلِّبُهَا فِي يَدِهِ ،
ثُمَّ قَالَ حَتَّى يَأْتِيَ خَازِنِي مِنَ الْغَابَةِ ، وإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَطَلْحَةُلِظَنِّهِ جَوَازَ ذَلِكَ كَسَائِرِ الْبُيُوعِ ،
وَمَا كَانَ بَلَغَهُ حُكْمُ الْمَسْأَلَةِ
( نُعْطِكَ وَرِقَكَ ) الْوَرِقُ بِكَسْرِ رَاءٍ وَيُسَكَّنُ وَبِكَسْرِ وَاوٍ مَعَ سُكُونٍ ،
وَالرِقَةُ بِكَسْرِ رَاءٍ وَخِفَّةِ قَافٍ ; الدِّرْهَمُ الْمَضْرُوبُ
( إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ ) قَالَالنَّوَوِيُّ : فِيهِ لُغَتَانِ الْمَدُّ وَالْقَصْرُ وَالْمَدُّ أَفْصَحُ وَأَشْهَرُ ،وَأَصْلُهُ
( هَاكَ ) فَأُبْدِلَتِ الْكَافُ مِنَ الْمَدِّ وَمَعْنَاهُ : خُذْهَذَا ، وَيَقُولُ لِصَاحِبِهِ مِثْلَهُ .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌصَحِيحٌ )
أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ .
قَوْلُهُ : ( وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَأَهْلِ الْعِلْمِ )
يَعْنِي : عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ بَيْعُ النَّاجِزِ بِالْغَائِبِ فِي الصَّرْفِ .
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .