حكم صلاة الوتر ثلاث ركعات بتشهدين                    كالمغرب
سأل سائل قائلاً :
                                      هل صلاة الوتر ركعتان ، أو أكثر ثم واحدة                    ؟
                   هل ورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه واصل                    الثلاث ركعات بتسليمة واحدة ؟
                   و هل إذا كان هذا صحيحا عن الرسول صلى الله عليه و                    سلم
                   أن يجلس في كل ركعتين أم لا                    ؟
                   و ما هي صفتها ؟
                   وكذلك الدعاء قبل السلام أو بعده                    ،
                   أو في السجود هل يجوز أن يأتي بدعاء من نفسه                    ،
                   أو بما ورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم                    ؟
                   
                   أفيدونا نفع الله بكم و جزاكم خيراً                    .
                   
                                                         الإجــابــة :
                   
                                      ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أوتر بثلاث                    مفصولة ،
                   يسلم من الثنتين ، وأوتر بواحدة ،
                   و هذا هو الغالب من فعله صلى الله عليه و سلم                    ،
                   أنه يوتر بواحدة وحدها ، و يفصل ما قبلها                    ،
                   و كان في الغالب يصلي إحدى عشرة ، يسلم من كل ثنتين ،                    ثم يوتر بواحدة ،
                   و ربما أوتر بثلاث سردهن ، لم يجلس إلا في الأخيرة و                    هذا قليل ،
                   و الغالب أنه يسلم من الثنتين ،
                   أما كونه يصليها كالمغرب فهذا مكروه ، و لا ينبغي                    ؛
                   لأنه تشبيه لها بالمغرب ،
                   و قد جاء في بعض الأحاديث النهي عن ذلك فلا تصلى                    كالمغرب ،
                   لكن يصليها بالتسليم من الثنتين ثم يوتر بواحدة                    ،
                   أو يسردها سردا و يصليها جميعا بدون جلوس إلا في                    الأخيرة ،
                   هذا هو المشروع ، و لكن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين                    ،
                   و أن تكون الواحدة مفردة مستقلة ،
                   سواء صلى ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك                    ،
                   أما الدعاء فالإنسان يدعو بما شاء                    ،
                   بما أحب من الدعوات الطيبة التي ليس فيها محذور                    ،
                   لكن الوارد أفضل ، إذا تيسر له دعاء يحفظه فهو أفضل                    ،
                   و له أن يدعو بحاجاته ؛
                                      لقول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح                    :
                                      ( ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم و لا قطيعة                    رحم
                   إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته                    في الدنيا ،
                   و إما أن تدخر له في الآخرة                    ،
                   و إما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك                    ،
                   قالوا : يا رسول الله ، إذن نكثر                    ؟
                   قال : الله أكثر )
                                      فلم يحدد الدعاء عليه الصلاة و السلام                    ،
                   بل بين أن كل دعاء ليس فيه إثم و لا قطيعة رحم يرجى                    إجابته مطلقا ،
                   لكن إذا تيسر له دعاء معروف عن النبي صلى الله عليه و                    سلم ،
                   و دعا به يكون أفضل من غيره ، مثل السجود يقول                    :
                                      ( اللهم اغفر لي ذنبي كله : دقه و جله                    ،
                   و أوله و آخره ، و علانيته و سره                    )
                                      فهذا كان يدعو به النبي صلى الله عليه و                    سلم
                                      و إذا دعا بغير ذلك :
                                      ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك                    )
                                      و هذا من دعاء النبي صلى الله عليه و سلم                    أيضاً
                                      و إذا دعا بقوله :
                                      [ اللهم اغفر لي و لوالدي و لجميع المسلمين . لا بأس                    ] ،
                                      أو قال :
                                      [ اللهم أصلح قلبي وعملي ]                    .
                                      أو :
                                      [ اللهم ارزقني كسبا حلالا ، أو زوجة صالحة ، أو ذرية                    طيبة ] .
                                      أو ما أشبه ذلك من الدعوات الطيبة لا حرج في السجود                    ،
                   و في آخر الصلاة ، و في كل وقت من أوقات حياتك                    ،
                   لكن في السجود أفضل ؛
                                      لقول النبي صلى الله عليه و سلم                    :
                                      ( أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد ، فأكثروا                    الدعاء )
                                      و يقول صلى الله عليه و سلم                    :
                                      ( أما الركوع فعظموا فيه الرب                    ،
                   و أما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب                    لكم )
                                      يعني : حري أن يستجاب لكم ،
                   و كان صلى الله عليه و سلم لما علم أصحابه التحيات                    أرشدهم إلى الدعاء ،
                                      قال عليه الصلاة و السلام                    :
                                      ( ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو                    )
                                      و في اللفظ الآخر قال عليه الصلاة و السلام                    :
                                      ( ثم يتخير من المسألة ما شاء                    )
                                      فبين صلى الله عليه و سلم أنه يدعو بما أحب و لا                    يتقيد بوارد ،
                   بل يدعو بما يسر الله له ، لكن يكون الدعاء دعاء طيبا                    ،
                   ليس فيه إثم ، و ليس فيه قطيعة رحم                    ،
                   بل من الدعوات الطيبة النافعة ، و لو كانت ما وردت                    ،
                   و لو كان ما سمعها في الأحاديث ، و الحمد لله                    ،
                   و هكذا في بقية الأوقات ، يدعو في غير الصلاة                    ،
                   يدعو الضحى و هو جالس ، أو في الظهر ، أو في                    الليل
                   و هو جالس ، أو واقف أو يمشي ،
                   أو يدعو في صلاة النافلة الضحى ، أو في تهجده في                    الليل ،
                   المقصود أن الدعاء مطلوب في الصلاة و في خارج الصلاة                    ،
                   و الحمد لله رب العالمين .
                   
                                                         و بالله التوفيق ،                                                          و صلى الله على نبينا محمد و على آله و                    صحبه و سلم .
                   اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و                    الإفتاء