الأخ الزميل / فاخر الكيالى
حقائق جديدة تؤكد أن القلب يفكر و يعقل
في كل يوم تظهر حقائق وأحداث جديدة تؤكد صدق ما جاء في القرآن
قبل أربعة عشر قرناً، لنقرأ هذه الحقائق عن القلب
ودوره في الإيمان والإلحاد والعاطفة والتفكير....
إنها آية عظيمة كلما وقفتُ أمامها تملكتني الدهشة وأصابتني الحيرة...
إنها آية تخشع القلوب لسماعها، وتقشعر الجلود لدى تلاوتها...
هي الآية التي توعد الله فيها أولئك الملحدين والمشككين المستهزئين،
} وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ
لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ
أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {
إنها بالفعل آية يقف المؤمن أمامها خاشعاً متأملاً، فكيف يمكن
أن يكون للإنسان عين لا يبصر بها، وكيف يمكن أن يكون له أذن
لا يسمع بها، والأعجب من ذلك ما هي علاقة القلب بالفهم والتفقه؟
لنحاول معاً قراءة هذه الآية قراءة جديدة،
فالعين هي وسيلة الإبصار، ولكن الإنسان لا يرى بعينيه،
بل هي مجرد وسيلة تنتقل المعلومات خلالها إلى الدماغ،
ثم يقوم الدماغ بمعالجة وتخزين المعلومات وترجمتها والتفاعل معها.
فهذه أمور نعرفها فلا مشكلة في فهمها.
وهؤلاء الملحدين يمتلكون حاسة البصر وهي العين،
ولكنهم لا يبصرون الحق، بل ينظرون إلى الكون على أنه جاء
بالمصادفة، وكل ما في الكون من إعجاز وروعة ومخلوقات وعمليات
حيوية معقدة ومنظمة، وكل هذه المجرات والنجوم، وكل هذه الظواهر
الكونية... كلها مجرد مصادفات بالنسبة لهم، فهم بالفعل لا يبصرون
كذلك فإن هؤلاء المشككين لهم آذان ويمتلكون حاسة السمع،
ولكنهم عندما يقرأون القرآن يقولون إنه كلام عادي
بل أقل من عادي، وتارة يقولون إنه مليء بالأخطاء، وتارة يقولون
إن محمداَ هو من كتب القرآن....
فهم يستمعون إلى القرآن ولكنهم حقيقة لا يسمعون صوت الحق!
القلوب هي محور هذا البحث، فالملحد يمتلك قلباً سليماً كما تظهره
الأجهزة الطبية، ولكنه حقيقة لا يفقه شيئاً من كلام خالقه ورازقه،
ولذلك فإن نهايته ستكون في جهنم، مع سادته من الشياطين
الذين اتخذهم أولياء من دون الله.
وانظروا معي إلى قوله تعالى كيف رتب العمليات الثلاثة:
1- } لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا {:
إذاً القلب وسيلة التفقه والفهم.
2- } وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا {:
إذاً العين وسيلة الإبصار.
3- } وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا {:
والسؤال الذي طرحناه في مقال سابق:
كيف يمكن للقلب أن يفكر ويعقل ويفهم ويتفقه، وهو مجرد مضخة
وقد جئنا بالعديد من الأدلة التي تظهر حديثاً على دور القلب في التفكر
والإدراك، وبما أن علم الإعجاز هو علم مستمر
} سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ ُ {
فلابد أن تظهر في كل يوم حقائق جديدة تؤكد وتؤيد وتثبت صدق
ما جاء في هذا الكتاب العظيم.
تثبت أن القلب هو مركز الإلحاد أو الإيمان!!
قبل أيام من تاريخ كتابة هذه المقالة نشرت جريدة ديلي ميل
قصة مذهلة تؤكد بشكل كبير أن القلب له دور حاسم في الإيمان
والكفر والمشاعر والإدراك أيضاً.
فقد تزوجت امرأة من شاب وبعد سنوات من زواجه وبسبب إلحاده
أراد أن يتخلص من حياته فانتحر بمسدس في رأسه فمات.
ولكن قلبه بقي يعمل فقام الأطباء باستئصاله وهو بحالة جيدة وتمت
زراعته لمريض مؤمن يحب فعل الخير جداً،
هذا المريض لديه فشل في القلب وبحاجة لقلب جديد وتم له ذلك،
وفرح وشكر أهل الشاب المنتحر صاحب القلب الأصلي وبدأ حياة جديدة.
وجاءت المصادفة ليلتقي بزوجة الشاب المنتحر أرملته فأحس
على الفور أنه يعرفها منذ زمن، بل لم يخف مشاعره تجاهها،
وأخبرها بحبه لها، وأنه لا يستطيع العيش بدونها!!
وهنا بدأ القلب يمارس نشاطه،
فالشيء الذي أحس به هذا الرجل تجاه زوجة صاحب القلب الأصلي،
يؤكد أن القلب لا يزال يحتفظ بمشاعره وأحاسيسه وذكرياته مع
ولكن هذا الأمر لم يلفت انتباه أحد حتى الآن.
إن الزوج الجديد لم يعد مؤمناً كما كان من قبل،
بدأت ملامح الإلحاد تظهر ولكنه يحاول إخفاءها ما استطاع إلى ذلك
سبيلاً، وبدأ هذا القلب يعذبه، فلم يعد يحتمل الحياة فانتحر بالطريقة
ذاتها التي انتحر بها الشاب صاحب القلب الأصلي،
وذلك أنه أطلق رصاصة على رأسه فمات على الفور!!!
وهذا ما أذهل الناس من حوله، فكيف يمكن لإنسان مؤمن يحب
فعل الخير، كان سعيداً ومسروراً بأنه يساعد الناس والجميع يحبه،
كيف انقلب إلى اليأس والإلحاد ولم يجد أمامه سوى الانتحار،
وهو أن مركز التفكير والإدراك في القلب وليس في الدماغ.
ولو كان القلب مجرد مضخة، لم يحدث مع هذا الرجل ما حدث،
فقد أحب المرأة ذاتها، وانتحر بالطريقة ذاتها!
يتحدث بعض الباحثين اليوم عن دماغ في القلب، يؤكدون أن القلب له
وهو نظام معقد يسمونه the brain in the heart
فالقلب يبث مع كل دفقة دم عدداً من الرسائل والمعلومات لجميع أنحاء
الجسد، وله نظام كهربائي معقد وله طاقة خاصة به،
وله مجال كهرومغناطيسي أقوى بمائة مرة من الدماغ!!
تظهر هذه الصورة الخلايا العصبية داخل القلب،
وهي خلايا معقدة جداً لم يعرف العلماء حتى الآن طريقة عملها،
ولكن هذه الخلايا مسؤولة عن تخزين المعلومات وتحميلها لخلايا الدم
وبالتالي فهي أشبه بذاكرة الكمبيوتر التي لا يعمل بدونها.
المرجع: معهد رياضيات القلب الأمريكي.
يحاول المشككون بأقصى جهدهم أن يشككوا في معجزات القرآن،
فيقولوا مثلاً إن الكتاب المقدس تحدث عن عمل القلب وأنه يفهم ويفكر،
والشعراء تحدثوا عن مشاعر قلوبهم، فهل يسمى هذا إعجازاً!
ونقول هناك بعض الحقائق التي جاء بها الأنبياء منذ سيدنا آدم
وحتى سيدنا عيسى، وهذه الحقائق لم تندثر بل بقي لها أثر في كلام
الناس، وبالتالي عندما نرى حقيقة علمية تطابقت مع نص في الكتاب
المقدس أو مع حكمة من حكم بوذا أو نص منقوش من زمن الفراعنة،
فهذا يعني أن هذا النص مما بقي من كلام الأنبياء السابقين.
ولكن الإعجاز أنك تجد كل آيات القرآن محكمة وصحيحة ومطابقة
للحقائق العلمية، بينما إذا فتشنا في الكتاب المقدس الموجود اليوم
(وهو محرف بالطبع) فسوف نجد نسبة الخطأ فيه أكثر من 95 %،
ويمكن أن نجد فيه بعض الحقائق الصحيحة بشكل يتطابق مع القرآن
ومع العلم (وهي قليلة جداً).
وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما أنار العقول فأبقى الأشياء الصحيحة
وصحح الأشياء الخاطئة، وهذا ليس باستطاعة أحد من البشر،
إذ لا يمكن لأحد يعيش في القرن السابع الميلادي وهو عصر امتلأ
بالأساطير والخرافات أن يؤلف كتاباً صحيحاً مئة بالمئة من الناحية
العلمية، بل ليس مضطراً لهذا العمل، يكفيه أن يتحدث عن أساطير
العرب وملاحمهم وأمجادهم، ولكن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يأت
بكلمة واحدة من عنده، بل هو رسول أمين بلَّغ الرسالة بأمانه وصدق،
ونحن نشهد على ذلك مهما حاول الملحدون والمشككون.
إن الأطباء حتى هذه اللحظة غير متفقين على أن القلب مركز العقل،
ولكنهم شيئاً فشيئاً يقتنعون وينتظرون نتائج الدراسات والأبحاث.
ودائماً عندما يتوصل العلماء إلى حقيقة يقينية نراها في كتاب الله
ناصعة جلية تشهد على صدق هذا الكتاب العظيم...
هذا هو الإعجاز الذي نتحدى به المشككين، نتحداهم أن يأتوا بكتاب
صحيح مئة بالمئة مثل القرآن.
ونتحداهم أن يستخرجوا خطأ واحداً من القرآن، بل إن كل انتقاداتهم
واهية ضعيفة، وهي محاولات يائسة أكثر منها انتقادات علمية.
نسأل الله أن يثبتنا على الحق، وألا يجعل لهؤلاء سبيلاً على المؤمنين
} وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا {
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بقلم الأستاذ الدكتور المهندس :
عبد الدائم الكحيل حفظه الله
دعواتكم الطيبة / فاخر الكيالي