( ممَا جَاءَ فِي : إشْتِرَاطِ ظَهْرِ الدَّابَّةِ عِنْدَ الْبَيْعِ )
حَدَّثَنَاابْنُ أَبِي عُمَرَحَدَّثَنَاوَكِيعٌعَنْزَكَرِيَّاعَنْالشَّعْبِيِّرضى الله تعالى عنهم
عَنْجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله تعالى عنه
[أَنَّهُ بَاعَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بَعِيرًا
وَ اشْتَرَطَ ظَهْرَهُ إِلَى أَهْلِهِ ]
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَ قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْجَابِرٍ
وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَ غَيْرِهِمْ يَرَوْنَ الشَّرْطَ فِي الْبَيْعِ جَائِزًا إِذَا كَانَ شَرْطًا وَاحِدًا
وَ هُوَ قَوْلُأَحْمَدَوَ إِسْحَقَوَ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لَا يَجُوزُ الشَّرْطُ فِي الْبَيْعِ
وَ لَا يَتِمُّ الْبَيْعُ إِذَا كَانَ فِيهِ شَرْطٌ .
قَوْلُهُ : ( وَ اشْتَرَطَ ظَهْرَهُ إِلَى أَهْلِهِ )
و فِي رِوَايَةٍ لِلصَّحِيحَيْنِ وَ اسْتَثْنَيْتُ حُمْلَانَهُ إِلَى أَهْلِي بِضَمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ،
وَ الْمُرَادُ الْحَمْلُ عَلَيْهِ
قَالَالشَّوْكَانِيُّ: وَ هُوَ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الْبَيْعِ مَعَ اسْتِثْنَاءِ الرُّكُوبِ
و بِهِ قَالَ الْجُمْهُورُ ،
وَ جَوَّزَهُمَالِكٌإِذَا كَانَتْ مَسَافَةُ السَّفَرِ قَرِيبَةً وَحَدَّهَا بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ،
و قَالَالشَّافِعِيُّوَ أَبُو حَنِيفَةَوَ آخَرُونَ : لَا يَجُوزُ ذَلِكَ سَوَاءٌ قَلَّتِ الْمَسَافَةُ ،
أَوْ كَثُرَتْ وَ احْتَجُّوا بِحَدِيثِ النَّهْيِ عَنْ بَيْعٍ وَ شَرْطٍ ، وَ حَدِيثِ النَّهْيِ عَنِ الثُّنْيَا ،
وَ أَجَابُوا عَنْ حَدِيثِ الْبَابِ بِأَنَّهُ قِصَّةُ عَيْنٍ تَدْخُلُهَا الِاحْتِمَالَاتُ ،
و يُجَابُ : بِأَنَّ حَدِيثَ النَّهْيِ عَنْ بَيْعٍ وَ شَرْطٍ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْمَقَالِ
هُوَ أَعَمُّ مِنْ حَدِيثِ الْبَابِ مُطْلَقًا فَيُبْنَى الْعَامُّ عَلَى الْخَاصِّ ،
و أَمَّا حَدِيثُ النَّهْيِ عَنِ الثُّنْيَا فَقَدْ تَقَدَّمَ تَقْيِيدُهُ بِقَوْلِهِ : إِلَّا أَنْ يَعْلَمَ .
انْتَهَى كَلَامُالشَّوْكَانِيِّ.
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ .
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .