الأخوات من مجموعة / طوبى الإسلامية
عشرة أسباب لدفع شـر الحاسد عن المحسود
قال ابن القيم رحمه الله :
[ ويندفعشر الحاسد عن المحسود بِعَشرة أسبابأحدها
التعوذ بالله تعالى مِنشَرِّه واللجوء والتحصن به واللجوء إليه ]
السبب الثاني :
تقوى الله وحفظه عند أمْره ونَهيه ،
فمناتقى الله تولى الله حفظه ولم يَكِلْه إلى غيره .
السبب الثالث :
الصبر علىعدوه ، وأن لا يقاتله ولا يشكوه ،
ولا يُحَدِّث نفسه بأذاه أصلا ، فما نُصِر علىحاسده وعدوه بمثل الصبر عليه
والتوكل على الله ، ولا يَسْتَطل تأخيره وبَغْيه ،
فإنه كلما بَغَى عليه كان بَغْيه جُـنْدا وقُوّة للمَبْغِيّ عليه المحسود يُقَاتِلبه
الباغي نفسه وهو لا يشعر ، فَبَغْـيُه سِهام يَرميها مِن نفسه ،
ولو رأيالْمَبْغِيّ عليه ذلك لَسَرَّه بَغْيه عليه ،
ولكن لضعف بصيرته لا يرى إلاَّ صورةالبغي دون آخِره ومآلِه .
السبب الرابع :
التوكل على الله
}وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }
والتوكل مِن أقوى الأسباب التي يَدْفع بها العبد مالا يُطيق مِن أذى الْخَلْق
وظلمهم وعدوانهم ، وهو مِن أقوى الأسباب في ذلك ،
فإنالله حسبه ، أي : كافِيه ، ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مَطْمَع فيه
لعدوه ، ولايضره إلاَّ أذى لا بُدّ منه كالحر والبرد والجوع والعطش ،
وأما أن يضره بما يبلغمنه مراده فلا يكون أبدا ، وفَرْق بين الأذى
الذي هو في الظاهر إيذاء له ، وهو فيالحقيقة إحسان إليه وإضرار بنفسه
وبين الضرر الذي يَتَشَفَّى به منه .
السبب الخامس :
فَراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه ، وأن يقصد أن يمحوه مِن باله
كلما خَطَر له، فلا يلتفت إليه ولا يخافه ولا يملأ قلبه بالفكر فيه ،
وهذا من أنفع الأدوية وأقوىالأسباب المعينة على اندفاع شَرِّه .
السبب السادس:
الإقبال على الله والإخلاص له ،
وَجَعْلمحبته وتَرَضّيه والإنابة إليه في مَحَلّ خواطر نفسه وأمانيها ...
وذِكْره كمايَذْكر الْمُحِبّ التام الْمَحَبَّة لِمَحْبُوبِه الْمُحْسِن إليه
الذي قد امتلأتجوانحه مِن حُـبّه .
السبب السابع:
تجريدالتوبةإلى الله مِن الذنوبالتي سَلَّطَتْ عليهأعداءه
السبب الثامن:
الصدقةوالإحسانما أمْكَنه ، فإنلذلك تأثيرا عجيبا في دفع البلاء
ودفع العين وشرّ الحاسد ، ولو لم يكن في هذا إلاَّتجارب الأمم قديما
وحديثا لكفى به ؛ فما يَكاد العين والحسد والأذى يتسلط علىمُحْسِن مُتَصَدِّق
وإن أصابه شيء مِن ذلك كان مُعَامَلا فيه باللطف والمعونةوالتأييد ،
وكانت له فيه العاقبة الحميدة ، فالْمُحْسِن الْمُتَصَدِّق في خَفَارَةإحسانه
وصدقته ، عليه مِن الله جُـنَّة واقِية وحِصن حَصين ...
فالْمُحْسِن الْمُتَصَدِّق يستخدم جُـندا وعَسْكَرا يُقَاتِلون عنه وهونائم
على فراشه ، فمن لم يكن له جُـنْد ولا عَسكر وله عدو فإنه يُوشك
أن يظفر بهعدوه وإن تأخرت مدة الظفر .
السبب التاسع:
وهو من أصعب الأسباب على النفسوأشقهاعليها ،
ولا يوفق له إلاَّ مَنعَظُم حَظّه مِن الله -
وهو إطفاء نار الحاسدوالباغي والمؤذي بالإحسان إليه ،
فكلما ازداد أذى وشَرّا وبَغيا وحسدا ازددت إليهإحسانا ،
وله نصيحة ، وعليه شفقة .
السبب العاشر:
وهو الجامع لذلك كله ، وعليهمدار هذهالأسباب
وهو تجريد التوحيد ، والترحل بالفِكر في الأسباب إلى الْمُسَبِّب العزيزالحكيم
والعِلم بأن هذه آلات بِمَنْزِلة حركات الرياح ،
وهي بيد مُحَرِّكهاوفاطرها وبارئها ، ولا تضر ولا تنفع إلاَّ بإذنه ،
فهو الذي يُحَسّن عبده بها ، وهوالذي يَصْرفها عنه وحده لا أحد سِواه .
اهـ . ( باختصار