( الإيمان بأن الله سبحانه و تعالى أنزل القرآن حاكماً على هذه الكتب و مصدقاً لها ).
كما قال تعالى :
( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) .
المائدة ( 48 )
قال أهل التفسير :
( مُهَيْمِناً ) : مؤتمناً و شاهداً على ما قبله من الكتب ،
و مصدقاً لها يعني : يصدق ما فيها من الصحيح ، و ينفي ما وقع فيها من تحريف و تبديل و تغيير ،
و يحكم عليها بنسخ – أي : ( رفع وإزالة ) – أحكام سابقة ، أو تقرير و تشريع أحكام جديدة ،
و لهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممن لم ينقلب على عقبيه .
كما قال تبارك و تعالى :
( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ( 52 )
وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ) .
القصص ( 52-53 )
و أن الواجب على جميع الأمة اتباع القرآن ظاهراً و باطناً
و التمسك به ، و القيام بحقه .
كما قال تعالى :
( وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا ) .
الأنعام ( 155 )
رابعاً : ( معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه )
إحلال حلاله ، و تحريم حرامه ، و الانقياد لأوامره و الانزجار بزواجره
و الاعتبار بأمثاله ، و الاتعاظ بقصصه ، و العلم بمحكمه ، و التسليم بمتشابهه ،
و الوقوف عند حدوده ، و الذب عنه مع حفظه و تلاوته و تدبر آياته ،
و القيام به آناء الليل و النهار ، و النصيحة له بكل معانيها ،
و الدعوة إلى ذلك على بصيرة .