هناك جانب مهم في حياتك الزوجية لن تستقر إلا باستقراره
و لن تمضي بسلام إلا بصلاحه وهو :
فهي علاقة حساسة .. يتدخل فيها العديد من العوامل ..
و المؤثرات التي يمكن من اجلها ان تكون العلاقة طيبة رائعة كلها
ود و تفاهم أو العكس ... لا قدر الله
تبدأ من لحظة اختيارك كلما كان اختيارك بموافقة كلا الطرفين
العريس و اهله معا كلما كانت بداية مشوارك معهم و علاقتك بهم في الطريق
الصحيح أفضل بكثير من شخص يأتي لخطبتك معاندا بك الدنيا
فمباركة الأهل و رضاهم خطوة مهمة تبشر بالخير الكثير .. ان شاء الله
و لكن هذا لا يمنع أبدا ــ و قد حدث في كثير من الزيجات ان تبدأ العلاقة
بين زوجة الإبن و اهل زوجها بالنفور ثم مع العشرة و المعاملة الحسنة
تتبدل الأحوال و ينقلب النفور الى ود و محبة و تندمج الزوجة
مع أهل زوجها لتصبح فردا جديدا في العائلة فرد له مكانة و أهمية كبيرة
و هناك حالات أخرى مخالفة تماما تبدأ فيها العلاقة بكل الحب يختار الأهل
هذه الفتاة لسبب او لآخر بكل ارتياح ثم تتكشف بعض الحقائق
من خلال التعامل و الاحتكاكات .
و بتدخل من الشيطان اللعين فتفسد العلاقة و تنقلب الى النقيض
اعاذنا الله و اياكم و لكن يبقى كل شيء بيد الله هو مقلب القلوب
هل بامكاني كزوجة إبن أن أبني علاقة طيبة مع أهل زوجي
فتكون الاجابة .. نعم باذن الله
في كل ما تقدمينه لأهل زوجك من فعل أو قول ذلك سوف يهون عليك
ردات الفعل بكافة صورها و اشكالها و سوف يجعل عندك حافز ودافع كبير
من أجل بذل المزيد لأنك لا تقدمي شيئا ارضاءا للبشر بالدرجة الأولى .
انما تفعلي ذلك ابتغاء مرضاة الله
ـــ بادري بالخير ... و احسني الظن
كوني سباقة لفعل الخير و بادري معهم بكرم و طيب الخُلق و حُسن المعاملة
ابدأي بالخطوة الأولى من عندك حتى لو كانت البدايات غير مشجعة
من قبلهم و لا تسيئي الظن أو تسمحي للشيطان ان يصور لك الخيالات
و الأوهام و تفسير المواقف على المحمل السيء و لكن دائما و أبدا
التمسي الأعذار و أول من عليك أن تلتمسي الأعذار لها هي حماتك
فراعي جيدا حالتها النفسية و تخوفاتها من أن تأخذي منها ولدها بعد طول
صبر و عناء فهي من تعبت في تربيته و ذاقت أنواع العذاب حتى كبر و صار
رجلا له بيت و اسرة و أولاد لا تلومي لهفتها و حبها الشديد
وغيرتها عليه حتى لو كانت هذه الغيرة منك أنت شخصيا .
تغاضي و لا تظهري لها أنك تشعري بأحاسيسها الداخلية المتضاربة
نحوك انما اظهري لها دائما تضامنك معها و عدم رفضك لوجودها
في حياتكما انت وولدها سواء عند ابدائها الراي في أمر ما خاص بكما
أو التعليق على تصرف ما ... الخ
و تذكري دائما فارق العمر بينك و بينها
يقول الرسول الحبيب صلى الله عليه و سلم :
( ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ، ويجلّ كبيرنا )
فتعاملي معها بكل احترام و توقير و كوني عاقلة رزينة
أمام كل ما قد يصدر من هفوات و تشربي انفعالاتها و بردي نارها
بحلو كلامك و مدحك لها و ثنائك على كل شيء فيها .
أفراد عائلة زوجك هم اسرتك الجديدة هذه قناعة لابد ان تعيها منذ البداية
فوالديه في منزلة والديك و أخوته هم أخوتك .
تعاملي باحساس مع ما يمر بهم من افراح أو اتراح و شاركيهم بقلبك
و لا تبخلي بمساعدتك في كل ما يمرون به من أحداث
عند التواجد في بيت أهل زوجك كوني نشيطة خفيفة الحركة مرحة
ساعدي في بعض الأعمال مثل اعداد الطعام أو ترتيب المائدة
أو اي أعمال أخرى تخرج منك عن طيب خاطر و نفس راضية بحيث
تشعريهم بأنك واحدة منهم و هذا البيت بيتك و أن لهم قدركبير عندك
و إياك ثم إياك و المقارنة العقيمة ..
بين اهلك و اهل زوجك هي مقارنة لن تجني منها الا الضيق و الضجر
فالناس ليسوا سواء كل عائلة لها نمط العيش الخاص بها و طريقة التفكير
و العادات ,, و مقارنتك لاهلك بأهل زوجك ليس من العقل في شيء
فالله سبحانه و تعالى خلق الناس درجات اذا كانوا أهلك أعلى درجة
من أهل زوجك ..سواء ماديا أو ثقافيا و فكريا اعلمي انهم اهل الرجل
الذي تحملين اسمه و اهل أطفالك الذي سيخرجون الى النور هم الجد و الجده
و العم و العمة فلا تسخري منهم أو تتعالي عليهم و لا حتى بينك
و تذكري دائما ان اكرم الناس عند الله اتقاهم لا تكثري من الحديث عن نفسك
و عن أهلك و لا تذكري النعيم و الخير الذي كنت تعيشينه في بيتهم
تعاملي بكل تواضع بحيث لا يشعرون باي فوارق بينك و بينهم .
أما اذا كانوا هم أعلى درجة منكم فلا يهزك ذلك أو يسبب لك اي قلق
تعاملي بثقة تامة و كوني لبقة لماحة بحيث تتمكني من التعرف
على نمط حياتهم و كيفية التصرف في كل موقف بذكاء و بكل طبيعية
و بساطة فالمرء ليس بما يملك من زخرف الحياة انما هو بدينه