رغم أن مكّة معقل تجاري وقبلة دينية منذ زمن
إلا أن وضع المرأة فيه يختلف عن وضع المرأة في المدينة .
فالمدينة مجتمع زراعي يمكن للمرأة أن تعمل فيه
وبالتالي يتهيأ لها شيء من التحرر لا يتهيأ للمرأة في المجتمع
المختلف بيئيا سواء أكان بادية أو حتى حاضرة تمتهن التجارة .
ولعل وأد بعض العرب للبنات في الجاهلية كان لكونهن عالة
اقتصادية فهي تكلف الأسرة ولا تنفع .
فلا هي ترعى القطيع ولا تخوض الحروب ولا تتاجر .
فكان الحل في حال الفاقة أن توأد
وأن يغلف هذا بغلاف من السكر يسمى :
ما يهمنا هنا هو أن نساء مكة حين هاجرن إلى المدينة
" كنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار
فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار ."
وقالت عائشة رضي الله عنها :
" نِعْمَ النساءُ نساء الأنصار
لم يكن يمنعهنَّ الحياء أن يتفقهن في الدين"
حينما قامت أسماء بنت شكل الأنصارية بسؤال النبي سؤالا تفصيليا
وهنا نلاحظ أن نساء الأنصار قدمن نموذجا مختلفا للمرأة
فهن نساء عاملات أو يمكنهن العمل إذا احتجن لذلك
لا يترددن أن يسألن ويتفقهن
وكن يناقش أزواجهن في اتخاذ القرارات .
وليس غريبا أن نعرف أن خولة بنت ثعلبة كانت من نساء الأنصار .
كل هذه أمثلة تعطينا فكرة عن المرأة في عهد النبي صلى الله عليه
وسلم نجد هناك المرأة واعية وقوية وحرة
وتطالب بحقها لسبب واضح جدا
وهي أنها تعلم يقينا أن هذا الدين لم يأت ليظلمها
أو ليبقي الظلم السابق الواقع عليها .
بل بلاغ للناس ولينذروا به
أن هذا الدين جاء للعدالة والإنصاف
وأن ما يبرمجنا عليه المجتمع شيء يستلزم إعادة النظر
أو نظلم أنفسنا ثم نلبس ذلك لبوس الدين .
دعواتكم باصلاح الحال للامة كلها من مشرقها لمغربها
اللهم احرص العرب جميعا من المهالك يارب يارب يارب
احفظ مصر يارب احفظ مصر يارب احفظ مصر يارب
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ