عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-05-2013, 10:05 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

فكتب القاضي إلى الأمير :

" أما بعد.. أبقى الله الأمير وحفظه ، وأتم نعمته عليه ،

فقد جاءتني امرأة فذكرت أن الأمير اغتصب بستانها أمس ،

فليحضر الأمير الحكم الساعة ، والسلام ".



فلما قرأ الأمير كتاب شريك غضب غضبًا شديدًا ، ونادى على صاحب

الشرطة ،

وقال له :

اذهب إلى القاضي شريك ، وقل له -بلساني- :

يا سبحان الله!! ما رأيت أعجب من أمرك !

كيف تنصف على الأمير امرأة حمقاء لم تصح دعواها ؟


فقال صاحب الشرطة :

لو تفضل الأمير فأعفاني من هذه المهمة ، فالقاضي كما تعلم صارم ،


فقال الأمير غاضبًا :

اذهب وإياك أن تتردد .

فخرج صاحب الشرطة من عند الأمير وهو لا يدري كيف يتصرف ،
ثم قال لغلمانه :

اذهبوا واحملوا إلى الحبس فراشًا وطعامًا وما تدعو الحاجة إليه ،


ومضى صاحب الشرطة إلى شريك ،

فقال القاضي له :

إنني طلبت من الأمير أن يحضر بنفسه ، فبعثك تحمل رسالته التي لا

تغني عنه شيئًا في مجلس القضاء !!


ونادي على غلام المجلس وقال له :

خذ بيده وضعه في الحبس ،


فقال صاحب الشرطة :

والله لقد علمت أنك تحبسني فقدمت ما أحتاج إليه في الحبس .


وبعث الأمير موسى بن عيسى إليه بعض أصدقائه ليكلموه في الأمر

فأمر بحبسهم ، فعلم الأمير بما حدث ، ففتح باب السجن وأخرج مَنْ

فيه ، وفي اليوم التالي ، عرف القاضي شريك بما حدث ،


فقال لغلامه :

هات متاعي والحقني ببغداد ،

والله ما طلبنا هذا الأمر (أي القضاء) من بني العباس ،

ولكن هم الذين أكرهونا عليه ،

ولقد ضمنوا لنا أن نكون فيه أعزة أحرارا .


فلما عرف الأمير موسى بذلك ، أسرع ولحق بركب القاضي شريك ،


وقال له :

يا أبا عبد الله أتحبس إخواني بعد أن حبست رسولي ؟


فقال شريك :

نعم؛ لأنهم مشوا لك في أمر ما كان لهم أن يمشوا فيه ،

وقبولهم هذه الوفادة تعطيل للقضاء ، وعدوان على العدل ،

وعون على الاستهانة بحقوق الضعفاء ،

ولست براجع عن غايتي أو يردوا جميعًا إلى السجن ،

وإلاَّ مضيت إلى أمير المؤمنين فاستعفيته من القضاء ،


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فخاف الأمير وأسرع بردِّهم إلى الحبس ، وجلس القاضي في مجلس

القضاء ، واستدعى المرأة المتظلمة

وقال :

هذا خصمك قد حضر..


فقال الأمير :

أما وقد حضرت فأرجو أن تأمر بإخراج المسجونين ،


فقال شريك :

أما الآن فلك ذلك .


ثم سأل الأميرَ عما تَدَّعيه المرأة ،

فقال الأمير :

صدقت..


فقال القاضي شريك :

إذن ترد ما أخذت منها، وتبني حائطها كما كان ..


قال الأمير :

أفعل ذلك ،


فسأل شريك المرأة :

أبقي لك عليه شيئًا ؟


قالت :

بارك الله فيك وجزاك خيرًا ،


وقام الأمير من المجلس وهو يقول :

مَنْ عَظَّمَ أمرَ اللِه أذل الله له عظماء خلقه ،



ومات القاضي شريك سنة 177 هـ .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



موسوعة الاسرة المسلمة

في الله اخوكم مصطفى الحمد

رد مع اقتباس