فيا أخي ويا أختي :
يا من تعصي الله تصور نفسكوأنت واقف
بين الخلائق ثم نودي باسمك:
أين فلان ابن فلان؟
هلم إلى العرض علىاللهفقمت ترتعد فرائصك
وتضطرب قدمك وجميع جوارحك من شدة الخوفقد تغيرلونك
وتحل بك من الهم والغم والقلق ما الله به عليم.
وتصور وقوفك بينيدي بديع السموات
والأرض وقلبك مملوء من الرعب وطرفك خائف وأنت خاشع ذليل.
قد أمسكت صحيفة عملك بيدك،
فيها الدقيق والجليل فقرأتها بلسان كليل وقلبمنكسر
وداخلك الخجل والحياء من الله الذي لم يزل إليك محسنا وعليك ساتراً.
فبالله عليك بأي لسان تجيبه حين يسألك عن قبيح فلعلك وعظيم جرمك؟
وبأي قدم تقفعدا بين يديه؟وبأي طرف تنظر إليه؟
وبأي قلب تحتمل كلامه العظيم الجليلومسائلتهوتوبيخه؟
وكيف بك إذا ذكرّك مخالفتك له وركوبك معاصيه
وقلة اهتمامك بنهيه ونظره إليك وقلة اكتراثك في الدنيا بطاعته؟!
ماذا تقول إذا قال لك:
يا عبدي ما أجللتنيأما استحييت مني؟
استخففت بنظريإليك؟! ألم أحسن إليك؟! ألم أنعم عليك؟!
ما غرك بي؟
أخي-أختي :
تذكر أهل الصالحات حين يخرجون من قبورهم
وقد ابيضت وجوههمبآثار الحسناتخرجوا بذلك الأثر العظيم
من الله الكريم وما عظم المقامعليهم تتلقاهم الملائكة
وتذكر في المقابل تلك النفس الظالمة المعرضة
عن منهج الله تعالى العاصية له
فلا إلهإلا الله ما أعظم الفرق بين هؤلاء وأولئك بين من كان
في النعيم ومن كان فيالجحيم
} إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ {
]الأنفطار: 13،14[
فيا أخي وأختي:
يا من تقرأ هذه الرسالة : قف قليلا وحاسب نفسك كثيراً :
فإن كنت ممن يسارع في الطاعات والقربات ويتجنب المعاصيوالمخالفات فاحمد الله على ذلك واسأله الثبات حتى الممات وهنيئا والله لك
ما أنت مقدمعليه بإذن الله.
وإن كنت غير ذلك فتب إلى الله وارجع إلى الهدى
ولاداعي للعناد والإصرار على المعاصي التي ستعرضك لعذاب الله
فإنك والله لأعجزمن أن تطيق شيئا من هذا العذابإن الجبال الشم الراسيات
لو سيرت بالنار لذابتمن شدة حرها!
فأين أنت أيها الإنسان الضعيف من تلك الجبال؟
إنك تصبر علىالجوع والعطش وتصبر على الضر وعلى التكاليف
لكن والله الذي لا إله إلا هو لاصبر لك على النار
ألا فأنقذ نفسك من النار ما دمت في زمن الإمهال
قبل أنتندم ولات ساعة مندم
واعلمأن الصبر عن محارم الله في هذه الدنيا أيسر والله
بكثير من الصبر على عذابه يوم القيامة.
ثم اعلم أخي أن طريق الاستقامةوالالتزام
ليس فيه تعقيد وكبت حرية كما يظنه البعض بل إن طريق
الاستقامةوالالتزام كله سعادة كله لذة كله راحة كله
طمأنينةوماذا يريد الإنسان في هذه
الحياة غير ذلك؟!
أما حياة المعصية والآثام فكلها قلق ونكد وحسرة في الدنيا
ثمعذاب وهوان في الآخرة.
* فجرب يا أخي هذا الطريق من الآن
ولا تترددفإني والله لك من الناصحين وعليك من المشفقين.
وصلى الله على نبينامحمد وعلى
آله وصحبهأجمعين.
خادم الاسلام
طالب العفو والسماح يارب راجي الجنة
يارب فك كربي وكرب المسلمين يارب يارب يارب اللهم يمغيث
اغثني مما انا فيه يارب العالمين.
خير ما أتمنى في الوجود دعائكم لي عند السجود
وأن يجمعني الله بكم في جنة الخلود.
عبد العزيز