قَوْلُهُ : ( لَا تَسْتَقْبِلُوا السُّوقَ )
الْمُرَادُ مِنَ السُّوقِ الْعِيرُ أَيْ : لَا تَلَقَّوْا الرُّكْبَانَ ،
قَالَ فِي الْمَجْمَعِ فِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ : إِذَا جَاءَتْ سَوِيقَةٌ أَيْ : تِجَارَةٌ ،
وَهِيَ مُصَغَّرُ السُّوقِ سُمِّيَتْ بِهَا ؛
لِأَنَّ التِّجَارَةَ تُجْلَبُ إِلَيْهَا وَالْمَبِيعَاتُ تُسَاقُ نَحْوَهَا ، وَالْمُرَادُ الْعِيرُ . انْتَهَى .
( وَلَا تُحَفِّلُوا ) مِنَ التَّحْفِيلِ بِالْمُهْمَلَةِ وَالْفَاءِ بِمَعْنَى التَّجْمِيعِ ،
والْمَعْنَى لَا تَتْرُكُوا حَلْبَ النَّاقَةِ ، أَوْ الْبَقَرَةِ ، أَوْ الشَّاةِ
لِيَجْتَمِعَ وَيَكْثُرَ لَبَنُهَا فِي ضَرْعِهَا فَيَغْتَرُّ بِهِ الْمُشْتَرِي .
( وَلَا يُنَفِّقْ ) بِصِيغَةِ النَّهْيِ مِنَ التَّنْفِيقِ ، وَهُوَ مِنَ النَّفَاقِ ضِدِّ الْكَسَادِ ،
قَالَ نَفَقَتِ السِّلْعَةُ فَهِيَ نَافِقَةٌ وَأَنْفَقْتَهَا وَنَفَّقْتَهَا إِذَا حَمَلْتَهَا نَافِقَةً
( بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ ) قَالَ فِي النِّهَايَةِ : أَيْ : لَا يَقْصِدْ أَنْ يُنَفِّقَ سِلْعَتَهُ عَلَى جِهَةِ النَّجْشِ
فَإِنَّهُ بِزِيَادَتِهِ فِيهَا يَرْغَبُ السَّامِعُ فَيَكُونُ قَوْلُهُسَبَبًا لِابْتِيَاعِهَا وَمُنَفِّقًا لَهَا . انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( و فِي الْبَابِ عَنِابْنِمَسْعُودٍ)
أَخْرَجَهُالْبُخَارِيُّمَوْقُوفًا عَلَيْهِ بِلَفْظِ قَالَ مَنِ اشْتَرَى شَاةً مُحَفَّلَةً فَرَدَّهَا
فَلْيَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ،
وَ أَخْرَجَهُالْإِسْمَاعِيلِيُّمَرْفُوعًا وَذَكَرَ أَنَّ رَفْعَهُ غَلَطٌ
(وَأَبِي هُرَيْرَةَ)أَخْرَجَهُالْبُخَارِيُّ،وَمُسْلِمٌ
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُابْنِ عَبَّاسٍحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُالتِّرْمِذِيُّمِنْ طَرِيقِسِمَاكٍعَنْعِكْرِمَةَ،
وَقَالَ الْحَافِظُ فِي التَّقْرِيبِ : سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ الْكُوفِيُّ أَبُو الْمُغِيرَةِ
صَدُوقٌ وَرِوَايَتُهُ عَنْعِكْرِمَةَخَاصَّةً مُضْطَرِبَةٌ ،
وَقَدْ تَغَيَّرَ بِآخِرِهِ فَكَانَ رُبَّمَا يُلَقَّنُ . انْتَهَى .
فَتَصْحِيحُ التِّرْمِذِيِّ هَذَا الْحَدِيثَ لِوُرُودِهِ مِنْ وُجُوهٍ أُخْرَى صَحِيحَةٍ .