( ممَا جَاءَ فِي : بَيْعِ فَضْلِ الْمَاءِ .. 1 منه )
حَدَّثَنَاقُتَيْبَةُحَدَّثَنَااللَّيْثُعَنْأَبِي الزِّنَادِعَنْالْأَعْرَجِرضى الله تعالى عنهم
عَنْأَبِي هُرَيْرَةَرضى الله تعالى عنه
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ
( لَا يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُمْنَعَ بِهِ الْكَلَأُ)
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَأَبُو الْمِنْهَالِاسْمُهُعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُطْعِمٍكُوفِيٌّ
وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ
وَأَبُو الْمِنْهَالِ سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ بَصْرِيٌّ صَاحِبُأَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ
قَوْلُهُ : ( لَا يُمْنَعُ )
( فَضْلُ الْمَاءِ- منعه لمنع الكلأ - )وَهُوَ الْفَاضِلُ عَنْ كِفَايَةِ صَاحِبِهِ
( لِيَمْنَعَ بِهِ الْكَلَاءَ ) بِفَتْحِ الْكَافِ وَاللَّامِ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ مَقْصُورَةٌ ،
وهُوَ النَّبَاتُ رَطْبُهُ وَيَابِسُهُ ، وَالْمَعْنَى أَنْ يَكُونَ حَوْلَ الْبِئْرِ كَلَاءٌ
لَيْسَ عِنْدَهُ مَاءٌ غَيْرُهُ ، وَلَا يُمْكِنُ أَصْحَابُ الْمَوَاشِي رَعْيَهُ .
إِلَّا إِذَا مُكِّنُوا مِنْ سَقْيِ بَهَائِمِهِمْ مِنْ تِلْكَ الْبِئْرِ لِئَلَّا يَتَضَرَّرُوا بِالْعَطَشِ
بَعْدَ الرَّعْيِ فَيَسْتَلْزِمُ مَنْعُهُمْ مِنَ الْمَاءِ مَنْعَهُمْ مِنَ الرَّعْيِ ،
وإِلَى هَذَا التَّفْسِيرِ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ ، وَعَلَى هَذَا يَخْتَصُّ الْبَذْلُ بِمَنْ لَهُ مَاشِيَةٌ ،
ويُلْحَقُ بِهِ الرُّعَاةُ إِذَا احْتَاجُوا إِلَى الشُّرْبِ ؛
لِأَنَّهُ إِذَا مَنَعَهُمْ مِنَ الشُّرْبِ امْتَنَعُوا مِنَ الرَّعْيِ هُنَاكَ ،
ويُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ : يُمْكِنُهُمْ حَمْلُ الْمَاءِ لِأَنْفُسِهِمْ
لِقِلَّةِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْهُ بِخِلَافِ الْبَهَائِمِ ،
والصَّحِيحُ الْأَوَّلُ وَيُلْتَحَقُ بِذَلِكَ الزَّرْعُ عِنْدَمَالِكٍ، والصَّحِيحُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ ،
وَبِهِ قَالَتِ الْحَنَفِيَّةُ الِاخْتِصَاصُ بِالْمَاشِيَةِ ،
وفَرَّقَالشَّافِعِيُّفِي مَا حَكَاهُالْمُزَنِيُّعَنْهُ بَيْنَ الْمَوَاشِي وَالزَّرْعِ
بِأَنَّ الْمَاشِيَةَ ذَاتُ أَرْوَاحٍ يُخْشَى مِنْ عَطَشِهَا مَوْتُهَا ، بِخِلَافِ الزَّرْعِ ،
وبِهَذَا أَجَابَ النَّوَوِيُّ ، وَغَيْرُهُ .
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .