( ممَا جَاءَ فِي : كَسْبِ الْحَجَّامِ )
حَدَّثَنَاقُتَيْبَةُعَنْمَالِكِ بْنِ أَنَسٍعَنْابْنِ شِهَابٍ
عَنْابْنِ مُحَيِّصَةَأَخَابَنِي حَارِثَةَعَنْ أَبِيهِ رضى الله تعالى عنهما
[ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
فِي إِجَارَةِ الْحَجَّامِ فَنَهَاهُ عَنْهَا فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ وَ يَسْتَأْذِنُهُ حَتَّى
قَالَ صلى الله عليه و سلم :
( اعْلِفْهُ نَاضِحَكَ وَ أَطْعِمْهُ رَقِيقَكَ )]
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَ أَبِي جُحَيْفَةَ وَ جَابِرٍ
وَ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ رضى الله تعالى عنهم
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُمُحَيِّصَةَحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ
وَ قَالَأَحْمَدُ يرحمه اللهإِنْ سَأَلَنِي حَجَّامٌ نَهَيْتُهُ وَ آخُذُ بِهَذَا الْحَدِيثِ .
قَوْلُهُ : ( عَنِابْنِ مُحَيِّصَةَ)
بِتَشْدِيدِ التَّحْتَانِيَّةِ الْمَكْسُورَةِ
( فِي إِجَارَةِالْحَجَّامِ ) و فِي رِوَايَةِ الْمُوَطَّإِ فِي أُجْرَةِ الْحَجَّامِ
( فَلَمْيَزَلْ يَسْأَلُهُ وَيَسْتَأْذِنُهُ ) أَيْ : فِي أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فِيأَكْلِهَا
فَإِنَّ أَكْثَرَ الصَّحَابَةِ كَانَتْ لَهُمْ أَرِقَّاءُ كَثِيرُونَ ،
وَأَنَّهُمْ كَانُوا يَأْكُلُونَ مِنْ خَرَاجِهِمْ وَيَعُدُّونَ ذَلِكَ مِنْأَطْيَبِ الْمَكَاسِبِ .
فَلَمَّا سَمِعَ مُحَيِّصَةُ نَهْيَهُ عَنْ ذَلِكَ وَشَقَّذَلِكَ عَلَيْهِ
لِاحْتِيَاجِهِ إِلَى أَكْلِ أُجْرَةِ الْحَجَّامِ تَكَرَّرَ فِيأَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ
( حَتَّى قَالَ ) أى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِو على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
( اعْلِفْهُ نَاضِحَكَ ) بِهَمْزَةِ وَصْلٍ ، وَ كَسْرِ اللَّامِ أَيْ :
أَطْعِمهُ قَالَ فِي الْقَامُوسِ : الْعَلْفُ كَالضَّرْبِ الشُّرْبُ الْكَثِيرُوَ إِطْعَامُ الدَّابَّةِ كَالْإِعْلَافِ ،
وَ النَّاضِحُ هُوَ الْجَمَلُ الَّذِييُسْقَى بِهِ الْمَاءُ
( وَ أَطْعِمْهُ رَقِيقَكَ ) أَيْ : عَبْدَكَ ؛
لِأَنَّهَذَيْنِ لَيْسَ لَهُمَا شَرَفٌ يُنَافِيهِ دَنَاءَةُ هَذَا الْكَسْبِ بِخِلَافِالْحُرِّ ،
و هَذَا ظَاهِرٌ فِي حُرْمَتِهِ عَلَى الْحُرِّ وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ ،
لَكِنَّ الْإِجْمَاعَ عَلَى تَنَاوُلِ الْحُرِّ لَهُ فَيُحْمَلُ النَّهْيُ عَلَىالتَّنْزِيهِ ،
كَذَا ذَكَرَهُابْنُ الْمَلِكِ .
قَوْلُهُ : ( و فِي الْبَابِ عَنْرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ)
أَخْرَجَهُمُسْلِمٌ، وَ غَيْرُهُ ، وَ قَدْ تَقَدَّمَ
(وَ أَبِي جُحَيْفَةَ)أَخْرَجَهُالْبُخَارِيُّ
(وَ جَابِرٍ)أَخْرَجَهُأَحْمَدُبِلَفْظِ :
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ سُئِلَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ
فقَالَ صلى الله عليه و سلم :
( وَ السَّائِبِ ) أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّفِي مُسْنَدِهِ .
ذَكَرَهُالزَّيْلَعِيُّفِي نَصْبِ الرَّايَةِ
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُمُحَيِّصَةَحَدِيثٌ حَسَنٌ )
وَ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ،وَ أَبُو دَاوُدَ، وَ أَخْرَجَهُ أَيْضًامَالِكٌ .
قَوْلُهُ : ( وَ قَالَأَحْمَدُ : إِنْ سَأَلَنِي حَجَّامٌ إِلَخْ )
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : ذَهَبَأَحْمَدُ وَ جَمَاعَةٌ إِلَى
الْفَرْقِ بَيْنَ الْحُرِّ وَ الْعَبْدِ فَكَرِهُوا لِلْحُرِّ الِاحْتِرَافَ بِالْحِجَامَةِ ،
وَ يَحْرُمُ الْإِنْفَاقُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْهَا وَ يَجُوزُ لَهُ الْإِنْفَاقُ عَلَى الرَّقِيقِ وَ الدَّوَابِّ مِنْهَا ،
وَ أَبَاحُوهَا لِلْعَبْدِ مُطْلَقًا وَ عُمْدَتُهُمْ حَدِيثُ مُحَيِّصَةَ .