{ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }
* ذكرنا أن المراد بالمرض هنا : مرض الشك و الشبهات و النفاق ،
و ذلك لأن القلب يعرض له مرضان يخرجانه عن صحته و إعتداله .
ما هما هذان المرضان اللذان يخرجان القلب عن صحته و إعتداله ؟
ذكر الشيخ ابن سعدي في تفسيره لهذه الآية فائدتان ، أذكرها ؟
يقول الشيخ السعدي يرحمه الله :
القلب يعرض له مرضان يخرجانه عن صحته و إعتداله و هما :
فالكفر و النفاق و الشكوك و البدع ، كلها من مرض الشبهات .
فالزنا ، و محبة [ الفواحش ] و المعاصي و فعلها ، من مرض الشهوات ،
{ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }
أما الأجابة الثانية فهي أنه هناك فائدتان :
أن المعافى من عوفي من هذين المرضين ، فحصل له اليقين و الإيمان ،
و الصبر عن كل معصية ، فرفل في أثواب العافية .
في قوله تعالى عن المنافقين :
{ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا }
بيان لحكمته تعالى في تقدير المعاصي على العاصين ، و أنه بسبب ذنوبهم السابقة ،
يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها
{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ }
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }
{ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ }
فعقوبة المعصية ، المعصية بعدها ،
كما أن من ثواب الحسنة ، الحسنة بعدها :
{ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى }.
المصدر : ( تفسير السعدي يرحمه الله )