عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-19-2013, 01:06 AM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي شعاع من شمس الإسلام الصحابي الجليل / ربيعة بن كعب الأسلمي

الأخ / مصطفى آل حمد
شعاع من شمس الإسلام
الصحابي الجليل /ربيعة بن كعب الأسلمي
رضي الله عنه وارضاه
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هل أحب ربيعة بن كعب رسول الله وهل هناك دليل عن حبه له ؟
أيها الأخوة الكرام , مع بداية الدرس الثاني والعشرين من دروس
سيرة صحابة رسول الله رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وصحابي
اليوم سيدنا ربيعة بن كعب ، وكما تعلمون سابقاً أن كل موقف من
مواقف الصحابة يعدّ لنا درساً بليغاً ، نهتدي به في حياتنا وعلاقاتنا .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فقال ربيعة بن كعب :
كنت فتى حديث السن ، يعني صغير السن ، لما أشرقت نفسي بنور
الإيمان , وأنا بفضل الله تعالى أعلق أهمية كبرى على الأخوة الأكارم
الشباب ، لأن هؤلاء لهم مستقبل كبير ، ومن لم تكن له بداية محرقة،
لم تكن له نهاية مشرقة , وريح الجنة في الشباب , وما من شيء
أحب إلى الله من شاب تائب ، وإن الله يباهي الملائكة بالشاب التائب.
قال :
كنت فتىً حديث السن لما أشرقت نفسي بالإيمان ، وامتلأ فؤادي
بمعاني الإسلام ، ولما اكتحلت عيناي بمرأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم أول مرة أحببته حباً ملأ علي كل جارحة من جوارحي .

أيها الأخوة , إسلام بلا حب جسد بلا روح , لا إيمان لمن لا محبة
له , لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له , فالحب أحد
أركان الإسلام ، ليس بالمعنى الاصطلاحي .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا يؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِه ووالدِه
والنَّاسِ أجمعينَ )
الراوي : أنس بن مالك – المحدث : مسلم – المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 44
خلاصة حكم المحدث : صحيح
وأولعت به ولعاً صرفني عن كل ما عداه ،
فقلت في نفسي ذات يوم :
ما قيمة الحب من غير عمل تقدمه ؟
ما قيمة الحب من غير ترجمة تترجم له ؟
ما قيمة الحب من دون شيء يؤكده ؟
لما كثر مُدَّعوا المحبة طولبوا بالدليل ، ادعاء المحبة سهل جداً ،
وكل إنسان بإمكانه أن يدعي أنه يحب رسول الله ، أو يحب الله ,
ولما كثرت هذه الدعوى طولب هؤلاء المُدَّعون بالدليل .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قال تعالى :
} قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {
(سورة آل عمران الآية : 31)
فقلت في نفسي ذات يوم :
ويحك يا ربيعة , لِمَ لا تجرد نفسك لخدمة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم ؟ اعرض نفسك عليه , فإن رضي بك سعدت بقربه , وفزت
بحبه , وحظيت بخَيْرَي الدنيا والآخرة .

والخدمة من أجل الأعمال التي يقدمها الإنسان تعبيراً عن حبه
وإخلاصه لمن يحب ، وهي برهان صادق , لأن المؤمن الموصول بالله سعيد ،
وكل من خالطه يسعد بقربه ، ويسعد بصحبته ، فكيف
برسول الله ؟ كل واحد منا إذا التقى أخًا بالله مؤمنًا خالص الإيمان ،
صادقاً في إيمانه ، له عمله الطيب ، يأنس بقربه ، ويسعد بصحبته ،
ويسعد برفقته ، هذا مع مؤمن ، فكيف إذا التقيت مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم ؟ فكيف إذا كنت من أقرب الناس إليه ؟ إنه شيء
مسعد جداً أن تكون مع رسول الله قريبًا منه .

قال :
ثم ما لبثت أن عرضت نفسي على رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، ورجوت أن يقبلني في خدمته فلم يخيب رجائي .
وصدق الفرزدق حين قال:

ما قال لا قطّ إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نَعَمُ
إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يرفض طلب إنسان إلا إذا كان غير معقول ،
لذلك هذه أخلاق الله عز وجل .
وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتخلق بأخلاق الله .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه
فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن )
الراوي : سلمان الفارسي – المحدث : الألباني –
المصدر : صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم : 3131
خلاصة حكم المحدث : صحيح
انظر إلى خدمة ربيعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام :
قال :
منذ ذلك اليوم ألزمَ للنبي الكريم من ظله, صار خادمًا ،
وكلمة خادم للعظماء وسامُ شرف , أما لغير العظماء فهي وصمة
عار , ومَلِك يسمِّي نفسه خادم الحرمين , هذا شرف ، أما إذا خدمت
غنياً ابتغاء ماله .
أسير معه أينما سار ، وأدور في فلكه كيفما دار , فما رام بطَرْفه مرةً
نحوي إلا مثلت واقفاً بين يديه , كان ذكيًّا لا حاجة أن ينادي له , من
نظرة يفهم , الفطِنُ يفهم بالإشارة , وما تَشَوَّف لحاجة من حاجاته إلا
وجدني مسرعاً في قضائها .

الحُبُّ إذا نما بين شخصين فهِمَ المحب عندئذٍ على المحبوب خواطرَه
قبل أن ينطق بها .
قال :
وكنت أخدمه نهاره كله ، فإذا انقضى النهار وصلى العشاء الآخرة ،
وأوى إلى بيته ، أهم بالانصراف .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لكني ما ألبث أن أقول في نفسي :
إلى أين تمضي يا ربيعة ؟
هل لك مكان أجمل من هذا المكان ؟
فلعل تعرض للنبي عليه الصلاة والسلام حاجة في الليل فأجلس على
بابه ، ولا أتحول عن عتبة بيته.

إذا أحب الإنسانُ رسولَ الله سعِدَ في الدنيا والآخرة ،
لأن النبي شفّاف ، إن أحببته فحبك له عين حب الله ،
فليس بينهما انفصال .
قال تعالى :
} يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ{
(سورة التوبة الآية : 62)
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حُبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عينُ حب الله ، وحبُّ الله عزوجل
عينُ حبِّ رسول الله ،
لو أن إنسانًا قال لك : أنا أحب الله فقط ،
نقول له : أنت كذاب ، لأنّ مَن أحبَّ الله أحبَّ رسولَ الله ،
ولأن النبي عليه الصلاة والسلام ليس له ذات يدعو إليها ،
إنما يدعو إلى الله ، وهو يمثل الكمال البشري ، ومن هذا المعنى لو
أن إنسانًا لم يطبق سنة النبي ، ثم اصطلح مع الله , فإنّ الله لا يقبله
إلا إذا اصطلح مع النبي صلى الله عليه وسلم .
والدليل قوله تعالى :
} وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً{
(سورة النساء الآية : 64)

رد مع اقتباس