( ممَا جَاءَ فِي : كَرَاهِيَةِ الْفَرْقِ بَيْنَ الْأَخَوَيْنِ
أَوْ بَيْنَ الْوَالِدَةِ وَ وَلَدِهَا فِي الْبَيْعِ )
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ أَخْبَرَنَاعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْب
قَالَ أَخْبَرَنِيحُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِعَنْأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ
عَنْأَبِي أَيُّوبَ رضى الله تعالى عنه
قَالَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ
( مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْوَالِدَةِ وَ وَلَدِهَا
فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
قَوْلُهُ : ( مَنْ فَرَّقَ )
( بَيْنَ الْوَالِدَةِ وَ وَلَدِهَا ) أَيْ : بِبَيْعٍ ، أَوْ هِبَةٍ ، أَوْ خَدِيعَةٍ بِقَطِيعَةٍ وَ أَمْثَالِهَا ،
وفِي مَعْنَى الْوَالِدَةِ الْوَالِدُ ، بَلْ وَ كُلُّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ ،
قَالَالطِّيبِيُّرَحِمَهُ اللَّهُ : أَرَادَ بِهِ التَّفْرِيقَ بَيْنَ الْجَارِيَةِ وَوَلَدِهَا بِالْبَيْعِ وَالْهِبَةِ ،
وَغَيْرِهِمَا ، و فِي شَرْحِ السُّنَّةِ ،
وَكَذَلِكَ حُكْمُ الْجَدَّةِ وَحُكْمُ الْأَبِ وَالْجَدِّ وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ الْبَيْعَ مَعَ الْكَرَاهَةِ ،
وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَصْحَابُأَبِي حَنِيفَةَكَمَا يَجُوزُ التَّفْرِيقُ بَيْنَ الْبَهَائِمِ- بالبيع ونحوه - ،
وقَالَالشَّافِعِيُّ : إِنَّمَا كُرِهَ التَّفْرِيقُ بَيْنَ السَّبَايَا فِي الْبَيْعِ ،وَأَمَّا الْوَلَدُ فَلَا بَأْسَ ،
ورَخَّصَ أَكْثَرُهُمْ فِي التَّفْرِيقِ بَيْنَالْأَخَوَيْنِ- بالبيع ونحوه - ،
وَمَنَعَ بَعْضُهُمْ لِحَدِيثِعَلِيٍّأَيْ : الْآتِي ،
وَاخْتَلَفُوا فِي حَدِّ الْكِبَرِ الْمُبِيحِ لِلتَّفْرِيقِ قَالَالشَّافِعِيُّهُوَ أَنْ يَبْلُغَ سَبْعَ سِنِينَ ، أَوْ غَايَتَهُ ،
وَقَالَالْأَوْزَاعِيُّحَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْ أَبِيهِ ،
وَقَالَمَالِكٌ : حَتَّى يُثْغِرَ ،
وَقَالَ أَصْحَابُأَبِي حَنِيفَةَرَحِمَهُ اللَّهُ حَتَّى يَحْتَلِمَ ،
وقَالَأَحْمَدُ : لَا يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا ، وَإِنْ كَبُرَ وَاحْتَلَمَ ،
وَجَوَّزَأَصْحَابُأَبِي حَنِيفَةَالتَّفْرِيقَ بَيْنَ الْأَخَوَيْنِ الصَّغِيرَيْنِ
- بالبيع ونحوه - فَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا صَغِيرًا لَا يَجُوزُ ، كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ
( فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ ) أَيْ : مِنْ أَوْلَادِهِ وَوَالِدَيهِ ، وَغَيْرِهِمَا
( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) أَيْ : فِي مَوْقِفٍ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْأَحْبَابُ
وَيَشْفَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عِنْدَ رَبِّ الْأَرْبَابِ فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهِ
} يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ }
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ )
وَأَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ ، وَأَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ .