
05-20-2013, 12:12 AM
|
Administrator
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
|
|
إن الرجل إذا أشترط لزوجته أن لا يتزوج عليها
لزمه الوفاء بالشرط و متى تزوج عليها فلها الفسخ
أخبر أن ذلك يؤذى فاطمة رضى الله عنها و يريبها
و أنه يؤذيه صلى الله عليه و سلم و يريبه
و معلوم قطعاً أنه صلى الله عليه و سلم
أنه زوجه فاطمة رضى الله عنها على ألا يؤذيها و لا يربيها
و لا يؤذى أباها صلى الله عليه و سلم و لا يربيه
و إن لم يكن هذا مشروطا فى صلب العقد
فإنه من المعلوم بالضرورة إنه إنما دخل عليه
و فى ذكره صلى الله عليه و سلم
صهره الآخر و ثنائه عليه بأنه حدثه فصدقه و وعده فوفى له
تعريض بعلى رضى الله تعالى عنه و تهييج له على الإقتداء به
و هذا يشعر بأنه قد جرى منه وعد له بأنه لا يريبها و لا يؤذيها
فهيجه على الوفاء له كما وفى له صهره الآخر
فيؤخذ من هذا أن المشروط عرفا كالمشروط لفظا
و إن عدمه يملك الفسخ لمشترطه
فلو فرض من عادة قوم إنهم لا يخرجون نساءهم من ديارهم
و لا يمكنون الزوج من ذلك البتة و أستمرت عادتهم بذلك
كان للمشروط لفظا و هو مطرد على قواعد أهل المدينة
إن الشرط العرفى كا اللفظى سواء
و لهذا أوجبوا الأجرة على من دفع ثوبه إلى غسال أو قصار
أو طعامه إلى طباخ يعملون بالأجرة
أو دخل الحمام و أستخدم من يغسله
ممن عادته أن يغسل بالأجرة ، إنه يلزمه أجرة المثل
فلو فرض أن المرأة من بيت لا يتزوج الرجل على نسائهم ضرة
و عادتهم مستمرة بذلك كان كالمشروط لفظا
و كذلك لو كانت ممن يعلم إنها لا يمكن إدخال الضرة عليها
عادة لشرفها و حسبها و جلالتها
كان ترك التزوج عليها كالمشروط لفظا
و على هذا فسيدة نساء العالمين و أبنة سيد ولد آدم اجمعين
فلو شرطه على فى صلب العقد كان تأكيداً لا تأسيساً
و فى منع على رضى الله تعالى عنه من الجمع بين فاطمة رضى الله تعالى عنها و بين بنت أبى جهل حكم بديعة
و هى أن المرأة مع زوجها فى درجة تبع له
فإن كانت فى نفسها ذات درجة عالية و زوجها كذلك
كانت فى درجة عالية بنفسها و بزوجها
و هذا شأن فاطمة و على رضى الله تعالى عنهما
و لم يكن الله عز و جل ليجعل أبنة أبى جهل
مع فاطمة رضى الله تعالى عنها فى درجة واحدة
و بينهما من الفرق ما بينهما
فلم يكن نكاحها علي سيدة نساء العالمين مستحسنا
و قد أشار صلى الله عليه و سلم إلى هذا بقوله
( والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم
و بنت عدو الله فى مكان واحد أبداً )
ما هى حكمة تعدد الأزواج ؟؟
فهذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة
فأنتظرونا و لا تنسونا من صالح الدعوات
|