قَوْلُهُ : (وَ أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ)
بِعَيْنٍ وَقَافٍ مَفْتُوحَتَيْنِ وَدَالٍ مُهْمَلَةٍ ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو
( عَنْمَخْلَدٍ)بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِوَفَتْحِ اللَّامِ
( بْنِ خُفَافٍ ) بِضَمِّ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَفَاءَيْنِ بِوَزْنِ غُرَابٍ .
قَوْلُهُ : ( قَضَى أَنَّ الْخَرَاجَ بِالضَّمَانِ )
قَالَالطِّيبِيُّرَحِمَهُ اللَّهُ : الْبَاءُ فِي بِالضَّمَانِ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ الْخَرَاجُ
مُسْتَحَقٌّ بِالضَّمَانِ أَيْ : بِسَبَبِهِ ، وقِيلَ الْبَاءُ لِلْمُقَابَلَةِ ،
وَالْمُضَافُ مَحْذُوفٌ أَيْ : مَنَافِعُ الْمَبِيعِ بَعْدَ الْقَبْضِ تَبْقَى لِلْمُشْتَرِي
فِي مُقَابَلَةِ الضَّمَانِ اللَّازِمِ عَلَيْهِ بِتَلَفِ الْمَبِيعِ وَنَفَقَتِهِ وَمُؤْنَتِهِ ،
ومِنْهُ قَوْلُهُ : مَنْ عَلَيْهِ غُرْمُهُ فَعَلَيْهِ غُنْمُهُ ،
والْمُرَادُ بِالْخَرَاجِ مَا يَحْصُلُ مِنْ غَلَّةِ الْعَيْنِ الْمُبْتَاعَةِ عَبْدًا كَانَ ، أَوْ أَمَةً ، أَوْ مِلْكًا ،
وذَلِكَ أَنْ يَشْتَرِيَهُ فَيَسْتَغِلَّهُ زَمَانًا ، ثُمَّ يَعْثُرَ مِنْهُ عَلَى عَيْبٍ قَدِيمٍ لَمْ يُطْلِعْهُ الْبَائِعُ عَلَيْهِ ،
أَوْ لَمْ يُعْرَفْ فَلَهُ رَدُّ الْعَيْنِ الْمَعِيبَةِ وَأَخْذُ الثَّمَنِ وَيَكُونُ لِلْمُشْتَرِي مَا اسْتَغَلَّهُ ؛
لِأَنَّ الْمَبِيعَ لَوْ تَلِفَ فِي يَدِهِ لَكَانَ مِنْ ضَمَانِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَى الْبَائِعِ شَيْءٌ ،
وفِي شَرْحِ السُّنَّةِ قَالَالشَّافِعِيُّرَحِمَهُ اللَّهُ فِيمَا يَحْدُثُ فِي يَدِ الْمُشْتَرِي
مِنْ نَتَاجِ الدَّابَّةِ وَوَلَدِ الْأَمَةِ وَلَبَنِ الْمَاشِيَةِ وَصُوفِهَا وَثَمَرِ الشَّجَرَةِ :
أَنَّ الْكُلَّ يَبْقَى لِلْمُشْتَرِي وَلَهُ رَدُّ الْأَصْلِ بِالْعَيْبِ ،
وذَهَبَ أَصْحَابُأَبِيحَنِيفَةَرَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى أَنَّ حُدُوثَ الْوَلَدِ وَالثَّمَرَةِ
فِي يَدِ الْمُشْتَرِي يَمْنَعُ رَدَّ الْأَصْلِ بِالْعَيْبِ ، بَلْ يَرْجِعُ بِالْأَرْشِ ،
وقَالَمَالِكٌرَحِمَهُ اللَّهُ : يَرُدُّ الْوَلَدَ مَعَ الْأَصْلِ ، وَلَا يَرُدُّ الصُّوفَ ،
وَلَوِ اشْتَرَى جَارِيَةً فَوُطِئَتْ فِي يَدِ الْمُشْتَرِي بِالشُّبْهَةِ ، أَوْ وَطَأَهَا ،
ثُمَّ وَجَدَ بِهَا عَيْبًا فَإِنْ كَانَتْ ثَيِّبًا رَدَّهَا وَالْمَهْرُ لِلْمُشْتَرِي ،
وَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ هُوَ الْوَاطِئَ ، وَإِنْ كَانَتْ بِكْرًا فَافْتُضَّتْ فَلَا رَدَّ لَهُ ؛
لِأَنَّ زَوَالَ الْبَكَارَةِ نَقْصٌ حَدَثَ فِي يَدِهِ ،
بَلْ يَسْتَرِدُّ مِنَ الثَّمَنِ بِقَدْرِ مَا نَقَصَ الْعَيْبُ مِنْ قِيمَتِهَا ، وهُوَ قَوْلُمَالِكٍ،وَالشَّافِعِيِّ .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وَ قَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ )
وَأَخْرَجَهُالتِّرْمِذِيُّبَعْدَ هَذَا بِسَنَدٍ آخَرَ ، وَصَحَّحَهُ ،
قَالَ الْحَافِظُ فِي بُلُوغِ الْمَرَامِ بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ .
رَوَاهُ الْخَمْسَةُ وَ ضَعَّفَهُالْبُخَارِيُّ،وَ أَبُو دَاوُدَ،
وَ صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ الْجَارُودِ ،
وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ ، وَابْنُ الْقَطَّانِ . انْتَهَى .