الأخوات من مجموعة / طوبى الإسلامية
{ فمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ }
أي : ييسره له وينشطه ويسهله لذلك ، فهذه علامة على الخير
قالابن عباس:
{ فمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ }
يقول : يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به .

عن عبدالله بن عمر رضى الله عنه :
( كُنتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فجاءَهُ رجلٌ منَ الأنصارِ ،
فَسلَّمَ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، ثمَّ قالَ :
يا رسولَ اللَّهِ أيُّ المؤمنينَ أفضلُ ؟
قالَ : أَحسنُهُم خُلقًا ،
قالَ : فأيُّ المؤمنينَ أَكْيَسُ ؟
قالَ : أَكْثرُهُم للمَوتِ ذِكْرًا ، وأحسنُهُم لما بعدَهُ استِعدادًا ، أولئِكَ الأَكْياسُ )
{ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}
وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى ، ولا يخلص إليهشيء ما ينفعه
من الإيمان ولا ينفذ فيه .
وقدسألعمر بن الخطاب، رضي الله عنه ،
رجلا من الأعراب من أهل البادية منمدلج: ماالحرجة؟
قال :هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ،
كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء منالخير .

[ يجعل الله عليه الإسلام ضيقا ، والإسلام واسع .
{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}
يقول : ما جعل عليكمفي الإسلام من ضيق ]
وقالعطاء الخراساني:(ضيقا حرجا)ليس للخير فيه منفذ .
وقالابن المباركعنابن جريج :(ضيقا حرجا)بلا إله إلا الله ،
حتى لا تستطيع أن تدخله ، كأنما يصعدفي السماء من شدة ذلك عليه .
عنابن عباس: { كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}
يقول : فكما لا يستطيع ابن آدم أنيبلغ السماء ، فكذلك لا يستطيع
أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه ، حتىيدخله الله في قلبه .
{ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ }
يقول : كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقا حرجا ،
كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلىأمثاله ممنأبى الإيمان باللهورسوله ،
فيغويه ويصده عن سبيل الله .
قالابن أبي طلحةعنابنعباس
وقالمجاهد: الرجس : كل ما لا خير فيه .
فمن يشأالله أن يوفقه لقَبول الحق يشرح صدره للتوحيد والإيمان,
ومن يشأ أن يضله يجعل صدرهفي حال شديدة من الانقباض
عن قَبول الهدى, كحال مَن يصعد في طبقات الجو العليا
, فيصاب بضيق شديد في التنفس. وكما يجعل الله صدور الكافرين
شديدة الضيقوالانقباض, كذلك يجعل العذاب على الذين لا يؤمنون به .