عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْه قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ انْتِظَارُ الْفَرَجِ )
رواه الترمذي 3494 و صحح إرساله و الطبراني في الكبير 9943
و البيهقي في الشعب 1133 و القضاعي عن ابن عمر 46
و ابن أبي الدنيا في الفرج ، و العسكري في الأمثال ، والديلمي في مسنده
قال الهيثمي : رواه البزار عن أنس و فيه من لم أعرفه .
ضعفه العراقي 978 في تخريج الإحياء و الألباني في الضعيفة 1573
و ابن عدي في الكامل 2/248 و الذهبي في الميزان 2/210
و حسنه السيوطي الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة 1/4
و حسنه الحافظ بن حجر .. راجع كشف الخفاء 1/460
هذا الحديث ضعفه عامة المحدثين و حسنه البعض
فأول ما يتبادر إلى ذهن المرء هو
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ
مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ
أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }
{ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ
جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ }
و ما فيه من معانٍ إيمانية ..
1 - إظهار الفقر إلى الله مع انقطاع الأسباب و صدق اللجوء
و التضرع إليه و طلب رفع الكرب و إنزال الرحمات
2 - أن الله تعالى يحب ذلك من العبد
3 - علم العبد بقدر نفسه من الضعف و الذل و الحاجة التي لا تنقطع إلى الله
و عونه و مدده و معرفته بقدرة الله و قوته وغناه و قيوميته و رحمته
4 - و فيه من عمل القلب من محبة الله و تعظيمه و الإخبات إليه
و إخلاص الدعاء و السؤال ما يحبه الله تعالى من العبد
5 - فيه أن الفرج يحتاج من العبد إلى عمل قلبي و بدني في مرضات الرب
6 - انتظار الفرج انما يدل على أن صاحبه من الصابرين
و الصابرون أجرهم عظيم عند رب العالمين ..
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
7 - انتظار الفرج يعطي أمل للمستقبل الذي يبحث عنه
فلولا الأمل لم تكن هناك حياة
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها..... فرجت و كنت أظنها لا تفرج
8 - في انتظار الفرج رفعة لهمة المسلم ليواكب أعماله
و يستمر بالعمل و طاعة الله عز و جل
9 - فيه أن العبادات تتفاضل
10 - عدم التعجل و الاستعجال على قضاء الله ...
( يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي )
11 - الفرج لا يأتي إلا من عند الله جل في علاه
و لرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا و عند الله منها المخرج
12 - حلاوة طعم الفرج عندما يأتي بعد الصبر
13 - أن البلاء لابد منه في حياة المسلم ..
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } .
( يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ
وَ إِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ
فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ )
نفع الله بكم و جمعنا و إياكم في الجنة مع نبينا و صحابته
و من مات ممن تبعهم إلى يوم الدين ..
و أشكر كل من شاركنا في هذه التأملات الإيمانية .