الأخت/ بنت الحرمين الشريقين
ما المراد بـ ( بيت العزّة )
نصّ السّؤال: ما المقصود ببيت العزّة ؟
والرّجاء إرشادي إلى الكتب الّتي تبيّن ذلك، بارك الله فيكم،
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله،
أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
فإنّ هناك بيتين في السّماء: البيت المعمور، وبيت العزّة.
* أمّا البيت المعمور: فهو الّذي أقسم الله به في سورة الطّور قائلا:
{ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُور ِ}
ومنه ما رواه البخاري عن مالكٍ بنِ صعصَعَةَ رضي الله عنه
في حديث المعراج الطّويل عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
( فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ،
فَقَالَ: هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ
يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ )
وروى أحمد والحاكم وغيرهما عن أَنَسٍ رضي الله عنه
أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:
( الْبَيْتُ المَعْمُورُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفُ مَلَكٍ،
ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ) .
[صحّحه الشّيخ الألبانيّ في " السّلسلة الصّحيحة " (1/778)].
[ فهو كعبة أهل السّماء السّابعة؛
ولهذا وجد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إبراهيم الخليل عليه السلام،
مسنِدا ظهره إلى البيت المعمور؛ لأنّه باني الكعبة الأرضية،
[انظر: " تفسير ابن كثير"] .
* أمّا بيت العزّة: فهو البيت الّذي في السّماء الدّنيا.
وقد روى الطّبريّ عن بعض السّلف أنّ في كلّ سماء بيتا حيال الكعبة،
فالّذي في السّماء السّابعة يقال له البيت المعمور – كما سبق -،
والّذي في السّماء الدّنيا يقال له بيت العزّة.
والدّليل على إثباته وأنّه في السّماء الدّنيا آثار كثيرة
[ وهي أحاديث موقوفة على ابن عبّاس غير أن لها حكم المرفوع
إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
لما هو مقرّر من أنّ قول الصّحابيّ فيما لا مجال للرّأي فيه،
ولم يعرف بالأخذ عن الإسرائيليّات حكمه حكم المرفوع،
ولا ريب أنّ نزول القرآن إلى بيت العزّة من أنباء الغيب الّتي لا تعرف
إلاّ من المعصوم، وابن عبّاس رضي الله عنه لم يعرف بالأخذ عن الإسرائيليّات،
فقول ابن عبّاس رضي الله عنه:
[ فُصل القرآن من الذّكر فوضع في بيت العزّة من السماء الدنيا...]
نفهم منه أنّ بيت العزّة إنّما هو في هو في السماء الدنيا،
والأحاديث الأخرى تتحدّث عن البيت المعمور الّذي هو في السّماء السّابعة.
الكاتب:عبد الحليم توميات