الأخ / عبد العزيز - الفقير إلى الله
إذا كان الأساس للأديان أولا وأخيرا هو الوحى والإيمان بحصوله
وصدقه ومن ثم تصديق ما جاء به فإن هذا ليس معناه
وأن الأديان تستغنى عن العقل أو لا تحفل بالعقل أو لا توصى بإعماله
ذلك أن الأديان تخاطب من خلال الوحى عقول أتباعها ورشدهم
خاصة فيما يتعلق بالواجبات والممنوعات أو الأوامر والنواهى
وفيما تفرضه أو تندب إليه أو توصى به من الاستقامة فى السلوك
والرشد فى الخيارات مما مناطه إعلاء شأن الحكمة والعقل بل
وبيان أن مناط المسئولية وكما أفصح القرآن المجيد هو العقل .
وحرية الاختيار وصلاحية الآدمى بعقله للتمييز بين الخير والشر
والصواب والخطأ مما مقتضاه أن مناط محاسبته ومسئوليته عن أفعاله
خلال حياته الدنيا إنما هو توفر عقله ورشده فهذا العقل برشده
وحكمته هو دليل الآدمى وهاديه فى طريقه المطلوب إليه فيه أن لا يخرج
وأن يلزم الرشد والاستقامة فى سلوكـه وألا يخرج إجمالا
عن " الخط " الذى تتطابق فيه الديانة والعقل والحكمة تطابقاً كاملاً تاماً .
[ الرضا سكون القلب إلى قديم اختيار الله تعالى للعبد أنه سبحانه وتعالى
قد إختار له الأفضل فيرضى له وبه ويترك السخط ]
[ اعلم أن اليقين مقامات لا ينقطع السير فيها إلى الأبد لأنه ثمرة
شجرة المعرفة وهى غير متناهية وكذلك ثمرتها .
فكما تتجدد للعارف المعرفة فى مقام السير فى الله وتزيد إلى الأبد
كذلك يتجدد للموقن السائر فى مقام حق اليقين مزيد فى اليقين إلى الأبد
ويقول رب العزة لنبيه المصطفى :
{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }
لا صلاح لحركة الحىّ إلاَّ أن تكون غايتها ونهاية مطلبه
أصل الرضا القضاء بالمقدور وانشراح الصدر وامتلاء القلب بنور اليقين
فى مدارج السالكين تشرق عليهم أنوار اليقين :
بدايتها : علم اليقين بكشف الأسرار .
ووسطها : عين اليقين بشواهد الآثار .
ونهايتها : حق اليقين بتتابع الأنوار .
أصل المحبة المحمودة التى أمر الله تعالى بها هى محبته وحده لا شريك له
وعبادته سبحانه دون سواه .
( ثلاثٌ مَن كنَّ فيه وجَد حلاوةَ الإيمانِ :
مَن كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، ومَن أحبَّ عبدًا لا يحِبُّه إلا للهِ،
ومَن يَكرَهُ أن يعودَ في الكفرِ، بعد إذ أنقَذه اللهُ، كما يَكرَهُ أن يُلقى في النارِ )
لا خير فى قوم يُظهرون العلم ويضيعون العمل ويتحابون بالألسن
ويتباغضون بالقلوب وتنقطع بينهم الأرحام !