( ممَا جَاءَ فِي : بَيْعِ الْخَمْرِ وَ النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ )
حَدَّثَنَاحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَحَدَّثَنَاالْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَقَال سَمِعْتُلَيْثًايُحَدِّثُ
عَنْيَحْيَى بْنِ عَبَّادٍعَنْأَنَسٍرضى الله تعالى عنهم
عَنْأَبِي طَلْحَةَرضى الله تعالى عنه أَنَّهُ
[ قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي اشْتَرَيْتُ خَمْرًا لِأَيْتَامٍ فِي حِجْرِي
قَالَ صلى الله عليه و سلم
( أَهْرِقْ الْخَمْرَ وَ اكْسِرْ الدِّنَانَ )
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ جَابِرٍ وَ عَائِشَةَ وَ أَبِي سَعِيدٍ
وَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ ابْنِ عُمَرَ وَ أَنَسٍ رضى الله تعالى عنهم أجمعين
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُأَبِي طَلْحَةَرَوَىالثَّوْرِيُّهَذَا الْحَدِيثَ
عَنْالسُّدِّيِّعَنْيَحْيَى بْنِ عَبَّادٍعَنْأَنَسٍأَنَّأَبَا طَلْحَةَ كَانَ عِنْدَهُ
وَ هَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِاللَّيْثِ
قَوْلُهُ : ( لِأَيْتَامٍ )
صِفَةُ خَمْرٍ أَيْ : اشْتَرَيْتُهَا لِلتَّخْلِيلِ ، كَذَا فِي بَعْضِ الْحَوَاشِي ،
ويَحْتَمِلُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِـ ( اشْتَرَيْتُ ) أَيْ : اشْتَرَيْتُهَا لِأَجْلِهِمْ وَ يَكُونُ هَذَا قَبْلَ التَّحْرِيمِ ،
ثُمَّ سَأَلَ عَنْ حُكْمِهَا بَعْدَ التَّحْرِيمِ هَلْ أُلْقِيهِ ، أَوْ أُهْرِيقُهُ .
فَيَكُونُ فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ السَّابِقِ ، يَعْنِي : حَدِيثَأَبِي سَعِيدٍقَالَ :
كَانَ عِنْدَنَا خَمْرٌ لِيَتِيمٍ فَلَمَّا نَزَلَتِ الْمَائِدَةُ
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَنْهُ ، وَقُلْتُ إِنَّهُ لِيَتِيمٍ
فَقَالَ عليه الصلاة و السلام
رَوَاهُالتِّرْمِذِيُّوَ يُنَاسِبُهُ مَعْنَى رِوَايَةِأَبِي دَاوُدَأَنَّهُ
سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَنْ أَيْتَامٍ وَرِثُوا خَمْرًا
قَالَ عليه الصلاة و السلام
قَالَ : أَفَلَا أَجْعَلُهَا خَلًّا ؟
فقَالَ صلى الله عليه و سلم
( فِي حِجْرِي ) صِفَةٌ لِأَيْتَامٍ
( وَاكْسِرْ الدِّنَانَ ) بِكَسْرِ الدَّالِ جَمْعُ الدَّنِّ ، وَهُوَ ظَرْفُهَا ،
وَإِنَّمَا أَمَرَ بِكَسْرِهِ لِنَجَاسَتِهِ بِتَشَرُّبِهَا وَعَدَمِ إِمْكَانِ تَطْهِيرِهِ ،
أَوْ مُبَالَغَةً لِلزَّجْرِ عَنْهُ وَعَمًّا قَارَبَهَا .
كَمَا كَانَ التَّغْلِيظُ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ ، ثُمَّ نُسِخَ ، كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ .
قَوْلُهُ : ( و فِي الْبَابِ عَنْجَابِرٍ)
( وَ عَائِشَةَ ) و هى أم المؤمنين أمنا رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
أَخْرَجَهُالْأَصْبَهَانِيُّذَكَرَهُالْمُنْذِرِيُّفِي التَّرْغِيبِ
(وَأَبِي سَعِيدٍ)أَخْرَجَهُأَحْمَدُبِلَفْظِ :
قَالَقُلْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ إِنَّ عِنْدَنَا خَمْرًا لِيَتِيمٍ لَنَا فَأَمَرَنَا فَأَهْرَقْنَاهَا
(وَابْنِ مَسْعُودٍ)لَمْأَقِفْ عَلَى حَدِيثِهِ
(وَابْنِ عُمَرَ)أَخْرَجَهُأَبُو دَاوُدَ،وَابْنُ مَاجَهْ .
(وَأَنَسٍ)أَخْرَجَهُالتِّرْمِذِيُّ،وَابْنُ مَاجَهْ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُأَبِي طَلْحَةَرَوَى الثَّوْرَيُّهَذَا الْحَدِيثَ عَنِالسُّدِّيِّ
عَنْيَحْيَى بْنِ عَبَّادٍعَنْأَنَسٍأَنَّأَبَا طَلْحَةَكَانَ عِنْدَهُ )
فَالْحَدِيثُ عَلَى رِوَايَةِالسُّدِّيِّمِنْ مُسْنَدِأَنَسٍرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
وأَمَّا عَلَى رِوَايَةِاللَّيْثِفَهُوَ مِنْ مُسْنَدِأَبِي طَلْحَةَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
والسُّدِّيُّ هَذَا هُوَ الْكَبِيرُ وَاسْمُهُ : إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ صَدُوقٌ يَهِمُ ،
كَانَ يَقْعُدُ فِي سُدَّةِ بَابِ الْجَامِعِ فَسُمِّيَ بِالسُّدِّيِّ بِضَمِّ السِّينِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ .