إن الذي ينظر إلى الأرض من الخارج يرى الظلام يغشى النهار على
سطحها . بل إن الأرض محاطة بالكامل بالظلام . يقول تعالى :
} يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا{
ولو أننا سرَّعنا حركة الأرض وصورناها بفيلم فيديو نرى
وكأن الليل يلحق النهار ويحاول التقاطه ولكن دون أن يسبقه أو يتقدم عليه !
أول ما يلاحظه من يخرج من كوكب الأرض باتجاه الفضاء الخارجي
الظلمة الدامسة التي تغشى كل شيء .
إن طبقة النهار رقيقة جداً أشبه بطبقة الجلد التي تغلف جسد
} وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ{
تألموا معي هذه الصورة التي تبين سماكة طبقة النهار ،
وهي طبقة تغلف الجانب المضيء من الكرة الأرضية
ولا يتجاوز ارتفاعها 100 كيلو متر، بينما يبلغ قطر الأرض
بحدود 12500 كيلو متر ، أي أن طبقة النهار أقل من واحد بالمئة فقط
تأملوا معي هذه الطبقة الرقيقة جداً ، من كان يعلم زمن نزول القرآن
أن النهار ينسلخ انسلاخاً عن الأرض نتيجة لدورانها ؟!
الليل والنهار يقدمان خدمات مجانية
يتحدث العلماء عن فوائد كثيرة لتعاقب الليل والنهار ،
من حيث استقرار درجات الحرارة على الأرض لتبقى مناسبة للحياة ،
وحدوث الليل والنهار ضروري لنمو النباتات...
إذاً الليل والنهار يقدمان لنا خدمات مجانية لا تُحصى ،
} وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ{
وكلمة } سَخَّرَ{ تعني كلَّفه عملاً بلا أجر ،
وهذا ما تقوم به الشمس حيث أنها تقدم لنا عملاً مجانياً .
عندما نتأمل بقية الأجسام الكونية كالقمر ، نلاحظ أنه لا يوجد على سطحه
تعاقب لليل والنهار، فنجد جانباً مظلماً شديد البرودة وجانباً منيراً
إن حركة الأرض حول نفسها وحول الشمس تتم بصورة منتظمة ولا يوجد
أدنى خلل يمكن أن يسبب اضطراباً في التوقيت أو تعاقب الليل والنهار ،
وقد أشار القرآن إلى ذلك بقوله تعالى :
} وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ{
إن جميع الآيات التي تصف الليل والنهار تتفق مع المعطيات العلمية الحديثة ،
ولا يوجد أي تناقض بين ما جاء به القرآن وبين الحقائق العلمية ،
وهذا يدل على صدق كتاب الله وإعجازه ،
وبخاصة أن هذه الحقائق لم تنكشف إلا قبل سنوات قليلة بعد اختراع