[ هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن: وكذا قال قتادة،
واختاره ابن جرير. والعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء
مثل الكافر والمرزوق الرزق الحسن، فهو ينفق منه سرا وجهرا، هو المؤمن ]
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد:
[هو مثل مضروب للوثن وللحق تعالى، فهل يستوي هذا وهذا؟
ولما كان الفرق ما بينهما بينا واضحا ظاهرًا لا يجهله إلا كل غبي،]
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (75) }
{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ
وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76) }
[هذا أيضًا المراد به الوثن والحق تعالى،
يعني: أن الوثن أبكم لا يتكلم ولا ينطق < 4-589 > بخير ولا بشيء ،
ولا يقدر على شيء بالكلية، فلا مقال، ولا فعال،
وهو مع هذا ( كَلٌّ ) أي: عيال وكلفة على مولاه،
( أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ ) أي: يبعثه( لا يَأْتِ بِخَيْرٍ ) ولا ينجح مسعاه
( هَلْ يَسْتَوِي ) من هذه صفاته،( وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ) أي: بالقسط ,
فقاله حق وفعاله مستقيمة ( وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ]
[ وبهذا قال السدي، وقتادة وعطاء الخراساني. واختار هذا القول ابن جرير ]
وقال العوفي، عن ابن عباس:
[هو مثل للكافر والمؤمن أيضًا، كما تقدم ]
[حدثنا الحسن بن الصباح البزار، حدثنا يحيى بن إسحاق،
السَّيْلحيني ، حدثنا حماد، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن إبراهيم،
عن عِكْرِمة، عن يَعْلَى بن أمية، عن ابن عباس ]
{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ }
نـزلت في رجل من قريش وعبده.
{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَم لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ُ }
{ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
قال: والأبكم الذي أينما يوجهه لا يأت بخير
قال هو: مولى لعثمان بن عفان،
كان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المئونة،
وكان الآخر يكره الإسلام ويأباه وينهاه عن الصدقة والمعروف،