قَوْلُهُ : ( نَهَى عَنِ الْمُحَاقَلَةِ وَ الْمُزَابَنَةِ )
قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُمَا أَيْضًا ، وَهُوَ بَيْعُ الثَّمَرِ فِي رُءُوسِ النَّخْلِ بِالتَّمْرِ
( إِلَّا أَنَّهُ قَدْ أَذِنَ لِأَهْلِ الْعَرَايَا أَنْ يَبِيعُوهَا بِمِثْلِ خَرْصِهَا )
الْخَرْصُ بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ : الْحَزْرُ ، وَالِاسْمُ بِالْكَسْرِ ،
قَالَ فِي النِّهَايَةِ : خَرْصَ النَّخْلَةَ وَالْكَرْمَةَ يَخْرُصُهَا خَرْصًا إِذَا حَزَرَ مَا عَلَيْهَا مِنَ الرُّطَبِ تَمْرًا ،
وَمِنَ الْعِنَبِ زَبِيبًا .
فَهُوَ مِنَ الْخِرْصِ الظَّنِّ ؛ لِأَنَّ الْحَزْرَ إِنَّمَا هُوَ تَقْدِيرٌ بِظَنٍّ ،
وَالِاسْمُ الْخِرْصُ بِالْكَسْرِ .
يُقَالُ كَمْ خِرْصُ أَرْضِكَ ؟ . انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( و فِي الْبَابِ عَنْأَبِي هُرَيْرَةَ)
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ أَيْضًا
(وَجَابِرٌ)أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالشَّافِعِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ،وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ.
قَوْلُهُ : ( هَكَذَا رَوَىمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ هَذَا الْحَدِيثَ وَ رَوَى أَيُّوبُ إِلَخْ )
يَعْنِي : رَوَىمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهْيَ عَنِ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ وَالرُّخْصَةِ
فِي الْعَرَايَا كِلَيْهِمَا عَنِ ابْنِ عُمَرَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ،
ورَوَى أَيُّوبُ، وَغَيْرُهُ النَّهْيَ عَنِ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ
عَنِ ابْنِ عُمَرَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِغَيْرِ وَاسِطَةِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ،
وَالرُّخْصَةُ فِي الْعَرَايَا عَنِ ابْنِ عُمَرَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ،
ورِوَايَةُأَيُّوبَ وَغَيْرِهِ أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ،
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ :
مُرَادُ التِّرْمِذِيِّ أَنَّ التَّصْرِيحَ بِالنَّهْيِ عَنِ الْمُزَابَنَةِ لَمْ يَرِدْ فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ،
وَإِنَّمَا رَوَاهُ ابْنُ عُمَرَبِغَيْرِ وَاسِطَةٍ ،
وَرَوَى ابْنُ عُمَرَاسْتِثْنَاءَ الْعَرَايَا بِوَاسِطَةِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ .
فَإِنْ كَانَتْ رِوَايَةُ ابْنِ إِسْحَاقَ مَحْفُوظَةً احْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ ابْنُ عُمَرَ
حَمَلَ الْحَدِيثَ كُلَّهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَكَانَ عِنْدَهُ بَعْضُهُ بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ ،
قَالَ وَأَشَارَالتِّرْمِذِيُّ إِلَى أَنَّ ابْنَ إِسْحَاقَ وَهِمَ فِيهِ ، والصَّوَابُ التَّفْصِيلُ .