المسؤولون يحذرون من الكوارث المناخية
أصدرت الأمم المتحدة تقريرا عن التغيرات المناخية يحذر من
احتمالات زيادة مفاجئة في درجات حرارة الأرض .
ويقول الأمين العام للمنظمة بعد زيارته للقارة القطبية الجنوبيَّة لتفقد
آثار الاحتباس الحراري :
"أتيت إليكم بعد أن رأيت بعضا من أثمن كنوز كوكبنا مهددة بأيدي
البشر أنفسهم وعلى البشرية كلها تحمل مسؤولية تلك الكنوز .
كانت لجنة تابعة للأمم المتَّحدة أعدت تقريراً مناخيَّاً اعتُبر نقطة
تحوُّل كبرى ، وقالت اللَّجنة إنَّه يتعيَّن على العالم أن يتصرَّف بسرعة
لمنع وقوع أسوأ النتائج المتوقَّعة في مجال تغيُّر المناخ .
ففي أعقاب محادثات شاقَّة أجروها في مدينة فالنسيا الإسبانيَّة ،
وافق العلماء المشاركون على وثيقة يأملون أن يرسموا من خلالها
إطار الحوار بشأن المرحلة القادمة من مكافحة التغيُّر المناخي . وقد
أقرَّت الوثيقة بحقيقة أنَّ الاحتباس الكوني واضح إلى درجة لا لبس
فيها ! وقالت إنَّ هذا قد يؤدِّي إلى عواقب وخيمة ومفاجئة ويصعب
وقفها في المستقبل .
وكان المندوبون إلى اجتماع اللجنة الدَّوليَّة لتغيُّر المناخ قد أوجزوا
آلاف الصفحات من التحليلات العلميَّة وأضافوا إليها العناصر التي
وردت في التقارير الثلاثة السابقة لهذا العام حول علم تغيُّر المناخ
والعواقب والتكيُّف والخيارات التي تخفِّف من حدَّة المشكلة .
ويقول " بيل هاري " عالم المناخ الأسترالي إن هذا التقرير هو
الأقوى الذي تصدره اللجنة الدولية للتغير المناخي ، لكنه يوضح أنه
لا يزال هناك وقت لتدارك الوضع .
ومن بين الاستنتاجات الرئيسة التي توصل إليها التقرير أن التغير
المناخي بات مؤكدا ولا مجال للتشكيك فيه ، وأنه من المرجح بنسبة
تزيد على 90 بالمئة أن تكون انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
بفعل البشر السبب الرئيس في تغير المناخ ، وأن تداعيات ذلك يمكن
تقليصها بتكلفة معقولة .
وخلص ملخص التقرير إلى أنه يحتمل أن تكون نسبة من 20 إلى 30
في المئة من الكائنات التي شملتها الدراسة حتى الآن أكثر عرضة
للفناء إذا تجاوز متوسط زيادة درجة حرارة الأرض 1.5 إلى 2.5
درجة مئوية ( مقارنة مع متوسط الفترة 1980-1999 ) .
يقول هانز فيرولمي مدير برنامج التغير المناخي في منظمة دبليو
دبليو إف البيئية :
إن تغير المناخ قائم ، فهو يؤثر على حياتنا وعلى الاقتصاد ،
ونحن بحاجة لفعل شيء تجاهه .
صور من زلزال اليابان المدمر حيث اشتعلت الحرائق ودمرت
المنازل والمعامل والطائرات خلال دقائق معدودة...
فهل نستعد لزلزال يوم القيامة حيث لا ينفع الندم ؟!
كوكب الزهرة والتغير المناخي
يتكون الغلاف الجوي لكوكب الزهرة في معظمه من ثاني أكسيد
الكربون ، وقد خلص علماء إلى أن رصد كوكب الزهرة قد يساعد في
مكافحة التغير المناخي على كوكب الأرض .
وتُظهر بيانات يسجلها المجس الأوروبي " فينوس إكسبريس "
الذي يقوم بالدوران حول كوكب الزهرة صورة للكوكب ربما كان في
مرحلة ما مماثلاً للأرض ، ثم تطوَّر بطريقة أخرى بعد ذلك .
فقد تأثر كوكب الزهرة بالاحتباس الحراري مع احتجاز أشعة الشمس
والتي نجم عنها رفع درجة حرارة الكوكب لتصبح بمعدل 467 درجة
مئوية . وقد تم نشر هذه الدراسة في المجلة العلمية " Nature " أو الطبيعة .
ويتشابه كوكبا الزهرة والأرض في الحجم والكتلة والتركيب إلى حد
كبير . إلا أن الزهرة أقرب إلى الشمس ، وإن كان هذا وحده لا يفسر
الاختلافات بينه وبين كوكب الأرض . ولا يوجد حول كوكب الزهرة
مجال مغناطيسي كالذي يحيط بالأرض ، مما يعني أن مناخها يتأثر
على مدى مليارات السنين بلفح الإشعاع الكوني والرياح الشمسية ،
وهي تيار من الذرات المشحونة صادرة عن الشمس .
ويؤدي غياب المجال المغناطيسي إلى أن الرياح الشمسية تحمل
غازات الهيدروجين والهيليوم والأكسجين إلى مسافات أبعد عن
كوكب الزهرة منها عن كوكب الأرض . ويعتقد العلماء أن كوكب
الزهرة ربما كان فيه في وقت ما كميات وافرة جداً من المياه ، إلا أن
الرياح الشمسية قد قضت على معظم هذه المياه خلال مليارات
السنين الأولى من عمر النظام الشمسي .
ويقول فريد تايلور الأستاذ في جامعة أكسفورد ، وأحد العلماء
المشرفين على مهمة فينوس إكسبريس :
لقد بدأ يتضح لماذا يختلف مناخ الزهرة اختلافاً شديداً عن مناخ
الأرض ، فيما يتشابهان في كل أمر آخر تقريبا ً.
ويؤكد العلماء حدوث برق في كوكب الزهرة ، وكانت مثل هذه الفكرة
تثير الجدل ، إلا أن أداة القياس المغناطيسي على " فينوس
إكسبريس " قد قضت على أي شكوك في هذا المجال .
وفي الحقيقة فإن بيانات المجس تشير إلى حدوث البرق على كوكب
الزهرة بمعدلات أعلى من حدوثه على كوكب الأرض . وكانت أبحاث
سابقة قد دلت على وجود بؤرة ضخمة ودوارة من الغيوم في القطب
الشمالي من الكوكب . وأظهرت الأبحاث الحديثة دليلا على وجود
مثل هذه البؤرة في القطب الجنوبي للكوكب ، لكنها تدور بسرعة
أكبر .