الأخت / الملكة نور

الأربعون النووية
(الحديث الثاني : الإسْلامُ و الإيمَانُ و الإحْسَان)
المعنى العام 1- تحسين الهيئة 2- ما هو الإسلام 3- ما هو الإيمان
4- ما هو الإحسان 5- الساعة وأماراتها 6- السؤال عن العلم
7- من أساليب التربية
عن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ :
( بَيْنَما نَحْنُ جُلْوسٌ عِنْدَ رسُولِ الله صلى الله عليه و سلم
إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيَاِب شَديدُ سَوَادِ الشَّعَرِ ،
لا يُرَى عليه أَثَرُ السَّفَرِ و لا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ ،
حَتى جَلَسَ إلى النَّبِّي صلى الله عليه و سلم ، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ و
وَضَعَ كَفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ ، وقال : يا محمَّدُ أَخْبرني عَن الإسلامِ ،
فقالَ رسُولُ الله صلى الله عليه و سلم :
الإسلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأَنَّ محمِّداً رسولُ الله ، و تُقِيمَ الصَّلاةَ ،
و تُؤتيَ الزَّكاةَ ، وتَصُومَ رَمَضان، وتَحُجَّ الْبَيْتَ إن اسْتَطَعتَ إليه سَبيلاً .
قالَ صَدَقْتَ .
فَعَجِبْنا لهُ يَسْأَلُهُ ويُصَدِّقُهُ، قال : فَأَخْبرني عن الإِيمان .
قال : أَن تُؤمِنَ باللهِ ، و ملائِكَتِهِ و كُتُبِهِ ، و رسُلِهِ ، و اليَوْمِ الآخِرِ،
و تُؤمِنَ بالْقَدَرِ خَيْرِهِ و شَرِّهِ .
قال صدقت .
قال : فأخْبرني عَنِ الإحْسانِ .
قال : أنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّهُ يَرَاك .
قال: فأَخبرني عَنِ السَّاعةِ ،
قال : ما المَسْؤولُ عنها بأَعْلَمَ من السَّائِلِ .
قال : فأخبرني عَنْ أَمَارَتِها ،
قال : أن تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها ،
وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُون في الْبُنْيانِ ،
ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبثْتُ مَلِيّاً ،
ثُمَّ قال : يا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ ؟
قُلْتُ : اللهُ ورسُولُهُ أَعلَمُ .
قال: فإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ )
رواه مسلم
أهمية الحديث :
قال ابن دقيق العيد :
هذا حديث عظيم اشتمل على جميع وظائف الأعمال الظاهرة
و الباطنة ، وعلوم الشريعة كلها راجعة إليه و متشعبة منه ؛
لما تضمنه من جمعه علم السنة ، فهو كالأم للسُّنة ؛
كما سميت الفاتحة " أم القرآن " ؛
لما تضمنه من جمعها معاني القرآن .
مفردات الحديث :
و وضع كفيه على فخذيه = أي فخذي نفسه كهيئة المتأدب
و في رواية النسائي :
" فوضع يديه على ركبتي النبي صلى الله عليه و سلم ".
و الرواية الأولى أصح و أشهر
فعجبنا له يسأله و يصدقه = أي أصابنا العجب من حاله ،
و هو يسأل سؤال العارف المحقق المصدق .
أو عجبنا لأن سؤاله يدل على جهله بالمسؤول عنه ،
و تصديقه يدل على علمه به .
أن تؤمن بالله = الإيمان لغة التصديق و الجزم في القلب ،
وشرعاً :
التصديق بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم .
أماراتها بفتح الهمزة جمع أمارة = و هي العلامة.
والمراد علاماتها التي تسبق قيامها .
أن تلد الأمة ربتها = أي سيدتها .
و في رواية " ربها " أي : سيدها .
و المعنى أن من علامات الساعة كثرة اتخاذ الإماء و وطئهن بملك
اليمين ، فيأتين بأولادٍ هم أحرار كآبائهم ،
فإنَّ ولدها من سيدها بمنزلة سيدها ، لأن ملك الوالد صائر إلى ولده
فهو ربها من هذه الجهة .
العالة = جمع عائل ، و هو الفقير .
فلبثتُ ملياً = انتظرتُ وقتاً طويلاً ؛
أي: غبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليالٍ كما في رواية ،
ثم لقيته .