الموضوع: إضاءات ( 02 - 03 )
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-11-2013, 07:00 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي إضاءات ( 02 - 03 )


الأ خت / فاتوووو

مقال بديع للشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله عن :
" حقيقة الحمد و الشكر لله "

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حقيقة الحمد والشكر لله
تابع لما سبق .......

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ولا تظنوا أن ما تعطونه يذهب بالمجان ، لا والله ، إنكم تقبضون
الثمن أضعافا ؛ تقبضونه في الدنيا قبل الآخرة ، ولقد جربت
ذلك بنفسي ، أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي منذ أكثر من ثلاثين
سنة ، وليس لي من أبواب الخير والعبادة إلا أني أبذل في
سبيل الله إن كان في يدي مال ، ولم أدخر في عمري شيئا ،
وكانت زوجتي تقول لي دائما :
يا رجل ، وفر واتخذ لبناتك دارا على الأقل ،
فأقول :
خليها على الله ، أتدرون ماذا كان ؟

لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادخره لي في بنك الحسنات
الذي يعطي أرباحا سنوية قدرها سبعون ألفا في المئة ، نعم :
{ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ }
وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح :
{ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ }
فأرسل الله صديقا لي سيدا كريما من أعيان دمشق فأقرضني ثمن
الدار ، وأرسل أصدقاء آخرين من المتفضلين فبنوا الدار حتى
كملت وأنا – والله – لا أعرف من أمرها إلا ما يعرفه المارة عليها
من الطريق ، ثم أعان الله برزق حلال لم أكن محتسبا فوفيت ديونها
جميعا ، ومن شاء ذكرت له التفاصيل وسميت له الأسماء .
وما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني ، ولا احتجت لشيء
إلا جاءني ، وكلما زاد عندي شيء وأحببت أن أحفظه وضعته
في هذا البنك .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فهل في الدنيا عاقل يعامل بنك المخلوق الذي يعطي 5% ربحاً حراماً
وربما أفلس أو احترق ، ويترك بنك الخالق الذي يعطي في كل
مئة ربح قدره سبعون ألفا ؟،
وهو مؤمن عليه عند رب العالمين فلا يفلس ولا يحترق ولا يأكل
أموال الناس .
فلا تحسبوا أن الذي تعطونه يذهب هدرا، إن الله يخلفه في الدنيا قبل
الآخرة ، وأنا لا أحب أن أسوق لكم الأمثلة فإن كل واحد منكم
يحفظ مما رأى أو سمع كثيرا منها .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إنما أسوق لكم مثلا واحدا :
قصة الشيخ سليم المسوتي رحمه الله ، وقد كان شيخ أبي ،
وكان – على فقره – لا يرد سائلا قط ، ولطالما لبس الجبة أو الفروة
فلقي بردان يرتجف فنزعها فدفعها إليه وعاد إلى البيت بالإزار ،
وطالما أخذ السفرة من أمام عياله فأعطاها للسائل ، وكان يوما في
رمضان وقد وضعت المائدة انتظارا للمدفع ، فجاء سائل يقسم أنه
وعياله بلا طعام ، فابتغى الشيخ غفلة من امرأته وفتح له فأعطاه
الطعام كله فلما رأت ذلك امرأته ولولت عليه وصاحت وأقسمت أنها
لا تقعد عنده ، وهو ساكت ..
فلم تمر نصف ساعة حتى قرع الباب وجاء من يحمل الأطباق فيها
ألوان الطعام والحلوى والفاكهة ،
فسألوا :
ما الخبر ؟
وإذا الخبر أن سعيد باشا شموين كان قد دعا بعض الكبار فاعتذروا ،
فغضب وحلف ألا يأكل أحد من الطعام وأمر بحمله كله إلى دار الشيخ
سليم المسوتي ،
قال :
أرأيت يا امرأة ؟
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وقصة المرأة التي كان ولدها مسافرا
وكانت قد قعدت يوما تأكل وليس أمامها إلا لقمة إدام وقطعة خبز ،
فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة ، فلما جاء الولد
من سفره جعل يحدثها بما رأى ،
قال :
ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق ، وكنت وحدي
فهربت منه ، فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه ،
وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلصني منه
ويقول :
" لقمة بلقمة " ،
ولم أفهم مراده ........
فسألته عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على
الفقير ، نزعت اللقمة من فمها بها فنزع الله ولدها من فم الأسد .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
والصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض ، ويمنع الله بها الأذى
وهذه أشياء مجربة ، وقد وردت فيها الآثار ، والذي يؤمن
بأن لهذا الكون إلها هو يتصرف فيه وبيده العطاء والمنع ،
وهو الذي يشفي وهو يسلم ، يعلم أن هذا صحيح ،
والملحد ما لنا معه كلام .
يتبع ..............

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة بنت الاسلام ; 06-11-2013 الساعة 07:07 PM
رد مع اقتباس