ما حكم النفاق الاجتماعي شرعًا، وما السبب الحقيقي وراء انتشاره؟
النفاق الاجتماعي يعد منافيًا لمبادئ وأخلاق الدين الإسلامي،
وصفة النفاق مذمومة وتدل على ضعف إيمان مرتكبها،
وقلة خوفه من الله ومن عقابه،
لكنه لا يخرج صاحبه من الإسلام ويعرضه للعقوبة،
والسبب في انتشاره وتفشيه بين الناس:
الطمع المادي، وضعف الثقة بالنفس، والشعور بالنقص،
ووجود من يتساهل في هذه الأمور من المعلمين والأهل،
وبعض الوسائلالإعلامية، فجميعها تغذي وتنمي هذا المرض للأسف،
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم
بالصدق والإخلاص في الأقوال والأفعال، وحبب فيه،
ونهى عن الكذب والرياء، وحذر منه لما فيه من غش وتدليس وخيانة
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
( عليكم بالصدق فإنّ الصدق يهدي إلى البر، وإنّ البر يهدي إلى الجنة،
ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا ,
وإياكم والكذب فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النار،
وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا )
كيف يمكن علاج حالة النفاق الاجتماعي، أو كيف يمكن اجتنابها؟
يمكن اتباع طرق عديدة بإمكانها لفت نظر الأشخاص وحثهم على اجتنابه،
وذلك بتوضيح وتبيين خطورته في الدنياوالآخرة
وذلك عبر وسائل الإعلام وعن طريق الحلقات في المساجد والدروس الدينية
والتربوية في المدارس، والتحذير من العقاب المترتب عليه،
كما أنه من المهم تعليم الشخص أنّ النفاق الاجتماعي
لن يأتي له برزق ما لم يكن مكتوبًا له،
وأنّ ما يحصل عليه من مال ووجاهة بسبب النفاق
يخشى أن يكون سحتًا وحرامًا،
ومنالمهم أيضًا أن يعلم الناس أنّ المنافق اجتماعيًا معرض لسخرية الناس
وتحقيرهم واستهزائهم من أقواله وأفعاله،
على عكس ما يعتقده من أنه سيجذب محبة الناس ويستخف بهم،
ومن الجدير العلم به أنّ حبل النفاق كحبل الكذب؛ قصير،
وأنه إن انطلى على بعض الناس بزخرف القول
فسيأتي الوقت الذي تنجلي فيه الحقيقة،
وينكشف المنافق الكذاب عاجلاً أم آجلاً، وسيلفظ كما لفظ أمثاله،
وأن يعلم أيضًا أن ذلك يعرضه لمقت الله، وعقوبته في الدنيا والآخرة.
وعلى المسلم أن يتحرى الصفات الحسنة،
والأخلاق الحميدة التي اعتبر الحياء أهمها وأكثرها تأثيرًا؛
لأنّ من يستحيي من الله ثم من الناس لا يمكن أبدًا أن يتساهل بالنفاق،
وفي الحديث المتفق عليه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
( الحياء لا يأتي إلا بالخير )
أما طرق العلاج لمن أصيب بهذه الآفة
فتحتاج لمجاهدة النفس على ترك هذه الصفة،
وأن يدعو الله بإلحاح أنيخلصه وإخوته المسلمين منها،
كما أنّ للأسرة أيضًا دورًا فعّالاً في العلاج؛
يقدمون النصح له مثلاً ويتعاونون معه على تركه،
حتى المجتمع المحيط بإمكانه الإسهام في العلاج؛ بعدم السكوت عنه،
وعدم إبداء الإعجاب بكلامه؛
لأنّ الحالتين إن كانتا سكوتًا عنه أم إعجابًا بكلامه، فسيتمادى في نفاقه.