} أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا                    الرَّسُولَ وَ أُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ {
و نصيحتنا لهم أن نحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم ،                    لا أن نحبهم 
لأشخاصهم ، و نصيحتنا لهم أن نعينهم على الحق                    و نطيعهم فيه 
ونُذَكِّرهم به ، و ننبههم برفقٍ و حكمةٍ و                    لُطف ، 
فإنه لا خير في أمة لا تنصح لحاكمها ، و لا                    تقول للظالم : أنت ظالم ، 
و لا خير في حاكم يستذل شعبه ويكمُّ أفواه                    الناصحين ،
 ويصمُّ أذنيه عن سماع                    كلمة الحق .
و أما العلماء المصلحون ، فإن مسؤوليتهم في                    النصح لكتاب الله
 و سنة رسوله كبيرة ، و                    تقتضي رد الأهواء المضلة ، و مسؤوليتهم                    
في نصح الحكام و دعوتهم إلى الحكم بكتاب الله                    و سنة رسوله أكبر 
و أعظم ، و سيحاسبهم الله إن هم أغرَوا                    الحاكم بالتمادي في ظلمه 
وغيه بمديحهم الكاذب ، و جعلوا من أنفسهم                    أبواقاً للحكام و مطية 
لهم ، و نصحنا لهم أن نذكرهم بهذه المسؤولية                    الملقاة على عاتقهم .
5- النصيحة لعامة المسلمين                    :
و ذلك بإرشادهم لمصالحهم في أمر آخرتهم و                    دنياهم ،
 و مما يؤسف له أن                    المسلمين قد تهاونوا في القيام بحق نصح                    
بعضهم بعضاً و خاصة فيما يقدمونه لآخرتهم ، و                    قَصَرُوا جل 
اهتماماتهم على مصالح الدنيا و زخارفها ..                    
و يجب أن لا تقتصر النصيحة على القول ،                    
بل يجب أن تتعدى ذلك إلى العمل                    .
من أعظم أنواع النصح بين المسلمين                    :
 أن ينصح لمن استشاره في                    أمره ، قال النبي صلى الله عليه و سلم :                    
( دَعُوا الناسَ يُصيبُ بعضُهمْ من بعضٍ                    ،
 فإذا استَنْصحَ أحدُكمْ                    أخَاهُ فلْينصحْهُ )
الراوي : أبو السائب الأنصاري                    المدني مولى هشام بن زهرة 
المحدث : الألباني – المصدر :                    صحيح الجامع – 
                      و من أعظم أنواعه أن ينصح أخاه في                    غيبته ، و ذلك بنصرته 
والدفاع عنه ، لأن النصح في الغيب يدل على                    صدق الناصح ، 
قال صلى الله عليه و سلم :                    
( ست خصال واجبة للمسلم على المسلم ، من ترك                    شيئا منهن ؛ 
يجيبه إذا دعاه ، وإذا لقيه أن يسلم عليه ،                    وإذا عطس أن يشمته ، 
وإذا مرض أن يعوده ،  وإذا مات أن يتبع                    جنازته                     ،
الراوي : أبو أيوب                    الأنصاري – المحدث : الألباني                    –
 المصدر : صحيح الترغيب -                    الصفحة أو الرقم : 2157
و قال الفُضَيْل بن عِيَاض :                    
ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة و الصيام                    ، 
و إنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس و سلامة الصدور                    والنُّصْح للأمة .
و إن من أدب النصح في الإسلام أن ينصح المسلم                    أخاه المسلم و يعظه سراً ،                    
المؤمن يستر وينصح، و الفاجر يَهْتِك و                    يُعَيِّر .
- أن النصيحة دِينٌ و إسلام ،                    
و أن الدِّين يقع على العمل كما يقع على القول                    .
يجزى فيه مَن قام به ويسقط عن الباقين                    .
- النصيحة لازمة على قدر الطاقة                    إذا علم الناصح أنه يُقْبَلُ نُصْحُه ،                    
و يُطاع أمره ، و أَمِنَ على نفسه المكروه                    ،
 فإن                    خشي على نفسه أذىً فهو في سَعَة .