هل الاقتصار على النطق بالشهادتين كافٍ لعصمة النفس و المال؟
من الثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَقبل مِن كل مَن
جاءه يُريد الإِسلام الشهادتين فقط ،
وَ يْعصِم دمه بذلك ويجعله مسلماً .
ففي البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( أُمرتُ أن أقاتلَ الناسَ حتى يقولُوا لا إلهَ إلا اللهُ ،
فمَن قال لا إلهَ إلا اللهُ فقَد عَصَمَ مِنِّي مالَه و نفسَه إلا بِحقِّهِ ،
الراوي : أبو هريرة – المحدث : الألباني –
المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 1373
(أُمِرْتُ أن أُقاتِلَ الناسَ حتى يَشهدوا أن لا إلهَ إلا اللهُ ويُؤمنوا بي
وبما جئتُ بهِ . فإذا فعلوا ذلكَ عصموا منِّى دماءَهم وأموالَهم
إلا بحقِّها . وحسابُهُم على اللهِ)
فإن مجرد النطق بالشهادتينَ يْعصِم الإنسان ويصبح مسلماً ،
فإن أقام الصلاة وآتى الزكاة بعد إسلامه ، فله ما للمسلمين وعليه
و حكم من ترك جميعَ أركان الإسلام إذا كانوا جماعة و لهم قوة ،
أن يُقَاتَلوا عليها ، كما يُقَاتَلون على ترك الصلاة و الزكاة .
وفي الحديث دلالة ظاهرة ، أن الإيمان المطلوب هو التصديق
الجازم ، والاعتقاد بأركان الإسلام من غير تردد، وأما معرفة أدلة
المتكلمين والتوصل إلى الإيمان بالله بها ، فهي غير واجبة ،
وليست شرطاً في صحة الإيمان ،
و هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه هذا ، و في غيره
من الأحاديث ، يكتفي بالتصديق بما جاء به ،
و لم يشترط معرفة الدليل .
من هذا الحق إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ،
ومن العلماء من استنبط منه فعل الصيام ، و من حقها أن يُقْتَل
المسلم إذا ارتكب محرَّماً يُوجب القتل .
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لا يَحِلُّ دمُ امرىءٍ مسلِمٍ يشهَدُ أن لا إلَه إلاَّ اللَّهُ ، وأنِّي رسولُ اللَّهِ ،
الثَّيِّبِ الزَّاني ، والنَّفسِ بالنَّفسِ ، والتَّارِكِ لدينِه المفارقِ للجماعةِ )
الراوي : عبدالله بن مسعود – المحدث : الألباني –
المصدر : صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم : 1402
فالله سبحانه وتعالى يعلم السرائر ويحاسب عليها ، فإن كان مؤمناً
صادقاً أدخله الجنة ، و إن كان كاذباً مرائياً بإسلامه فإنه منافق في
الدَّرْكِ الأسفل من النار .
أما في الدنيا فإن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم التذكير،
وفي البخاري و مسلم قال صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد :
( إني لم أُومَر ، أن أُنَقِّبَ على قلوبِ الناسِ ، و لا أشقَّ بطونَهم )
- و يرشدنا الحديث إلى وجوب قتال عبدة الأوثان حتى يُسْلِموا .
- دماء المسلمين و أموالهم مصونة إلا عند مخالفة الشرع