أخى المسلم
نستكمل حديثا اليوم عن
سنن الصوم و مستحباتها
فلنبدأ على بركة الله
- 6 يستحب الدعاء عند الأفطار و الثناء على الله
يستحب على المسلم عند الأفطار
الدعاء و الثناء على الله بما هو أهله
شكرا لنعمة زوال المشقة عنه و الحصول على الثواب العظيم
روى أبن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال
( إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد
و كان عبد الله بن عمرو يقول إذا فطر
اللهم أنى أسألك برحمتك التى وسعت كل شئ أن تغفر لى )
أخرجه أبن ماجه بسند صحيح
و قال أبن عباس رضى الله عنهما
كان النبى صلى الله عليه و سلمإذا أفطر قال:
( اللهم لك صمنا و على رزقك أفطرنافتقبل منا
أنك أنت السميع العليم )
أخرجه الطبرانى فى الكبير
و قال أبن عمر
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا افطر قال :
( ذهب الظمأو أبتلت العروق
و ثبت الأجر إن شاء الله تعالى )
أخرجه أبو داود و الحاكم
- 7 يُسَن لمن أفطر عند غيره أن يدعو له
على المسلم عندما يفطر عند غيره
أن يدعو له بكل الخير
و ذلك فى حديث مصعب بن ثابت
عن عبد الله بن الزبير انه قال :
أفطر الرسول صلى الله عليه و سلم
عند سعد بن معاذ رضى الله عنه فقال
( أفطر عندكم الصائمونو أكل طعامكم الأبرار
و صلت عليكم الملائكة )
أخرجه أبن ماجه
أى جعلكم الله أهلا لذلك دائما
فهو دعاء بالتوفيق حتى يفطر الصائمون عندهم
أو بأشارة بما حصل لهم من الخير
8 - يسن الأكثار من العبادة و الصدقة
و الإحسان إلى الأقارب و اليتامى و المساكين
على كل مسلم أن يُكثر من العبادات و الصدقات
و الإحسان إلى الأقارب و اليتامى و المساكين
لأن هذه الطاعة فى شهر رمضان لها مزية عن غيرها فى سائر الشهور
و لذا كان النبى صلى الله عليه و سلم
يجتهد فيه بشتى أنواع الطاعات لا سيما فى العشر الأواخر منه
قال أبن عباس رضى الله عنهما
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
( أجود الناس
و كان أجود مايكون فى رمضان حين يلقاه جبريل
و كان يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن
فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم
أجود بالخير من الريح المرسلة )
أخرجه أحمد و البخارى و مسلم
و روى سلمان رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( من فطر صائما على طعام و شراب من حلال
صلت عليه الملائكة فى ساعات شهر رمضان
و صلى عليه جبريل ليلة القدر )
أخرجه الطبرانى فى الكبير
- 9 يسن على المسلم المواظبة على صلاة التراويح
يسن على كل مسلم أن يواظب على صلاة التراويح
و سوف نتحدث عنها بإستفاضة إن شاء الله تعالى
فى أحكام الصلاة
10 - كف الجوارح عما نهى الله
ينبغى على الصائم أن يكف جوارحه عما نهى الله عنه
فيغض بصره إلى الغاديات و الرائحات
و يكف لسانه عن الكذب و الغيبة و النميمة و السب
و يكف سمعه عن سماع ما يلهى عن ذكر الله
و هذا أن محرما فى سائر الأيام و الليلى
إلا انه فى شهر رمضان أشد حرمة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( من لم يدع قول الزور و العمل به
فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه و شرابه )
اخرجه البخارى
و الزور أخى المسلم
هو كل قول أو فعل يخالف الشرع
فكل عمل يتنافى مع هذه العبادة الروحية ينقص من ثوابها
و ربما يحبط أجره كله
فما شُرع الصوم إلا لتهذيب النفوس
و تقويم الأخلاق و تطهير القلوب
و تنقية الروح و الجسد من طغيان المادة
و شوائب الشهوات الحيوانية الجامحة
قال تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
البقرة183
أى لعلكم تجعلون لأنفسكم وقاية من عذاب النار فى الأخرة
و من كل مايفسد الجسم و الروح فى الدنيا
و عن أبى هريرة رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( ليس الصيام من الأكل و الشرب
إنما الصيام من اللغو و الرفث
فان سابك أحد أو جهل عليك
فقل
إنى صائم
إنى صائم )
و فى رواية ( إنى عبد صائم )
رواه أبن خزيمة و أبن حبان
أخى المسلم
بهذا نكون و الحمد لله و فضله
قد أنتهينا من موضوع سنن الصوم و مستحباتها
فأنتظرونا فى الحلقة القامة إن شاء الله تعالى
مع موضوع جديد من مواضيع
أحكام الصيام
فأنتظرونا و لا تنسونا من صالح الدعوات

حـكـمـة الـيـوم أخى فى الله
من أشغل قلبه لله
و عالجه مما يطرأ عليه من الهوى
كان أفضل ممن يكثر من الصلاة و الصوم
مثال
من صلى الصلاة بغير حضور قلب
كان كمن أهدى للملك مائة صندوق فارغة
فيستحق العقوبة من الملك يذكره عليها دائما
و من صلاها كان كمن أهدى له ياقوتة تساوى ألف دينار
فان الملك يذكره عليها دائما
إذا دخلت فى الصلاة فأنك تناجى الله سبحانه و تعالى
و تكلم رسوله صلى الله عليه و سلم
لأنك تقول
السلام عليك أيها النبى و رحمة الله و بركاته
و لا يقال أيها الرجل عند العرب إلا لمن يكون حاضرا