( الحديث الحادي عشر : الأَخذ باليَقِينِ و البُعْدُ عَن الشُّبُهات )
المعنى العام -1- تعارض الشك واليقين
2- الصدق طمأنينة و الكذب ريبة
عَنْ أَبي مُحمَّدٍ الحسَنِ بْنِ عليّ بْنِ أبي طَالِب ، سِبْطِ رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه و سلم وَ رَيْحَانَتِهِ رضيَ اللهُ عنهُما ، قالَ :
حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم :
(دَعْ ما يَرِيبُكَ إلى مَا لاَ يَرِيُبكَ)
روَاهُ التِّرْمِذيُّ وَ النَّسَائي ،
و قالَ التِّرْمِذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
إلى ما لا تشك فيه من الحلال البَيِّن
إن ترك الشبهات في العبادة والمعاملات و المناكحات و سائر أبواب
الأحكام ، و التزام الحلال في كل ذلك ، يؤدي بالمسلم إلى الورع ،
و قد سبق في الحديث السادس أن من اتقى الشبهات فقد استبرأ
لدينه وعرضه ، وأن الحلال المتيقَّن لا يحصل للمؤمن في قلبه منه
شك أو ريب ، أما الشبهات فيرضى بها الإنسان ظاهراً،
ولو كَشَفْنَا ما في قلبه لوجدنا القلق و الاضطراب والشك ، ويكفيه
هذا العذاب النفسي خسارة معنوية ، و الخسارة الكبرى و الهلاك
الأعظم أن يعتاد الشبهات ثم يجترئ على الحرام ،
لأن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه .
إذا تعارض الشك مع اليقين ،
أخذنا باليقين و قدمناه وأعرضنا عن الشك .
أما من يخوض في المُحَرَّمات الظاهرة ، ثم يريد أن يتورع عن شيء
من دقائق الشُّبَه ، فإن ورعه هذا ثقيل و مظلم ، ويجب علينا أن نُنْكِر
عليه ذلك ، و أن نُطالبه بالكَفّ عن الحرام الظاهر أولاً ،
ولذلك قال ابن عمر رضي الله عنهما لمن سأله عن دم البعوض من
يسألونني عن دم البعوض وقد قتلوا الحسين ،
و سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
) هما رَيحانَتايَ من الدنيا (
و سأل رجل بشير بن الحارث عن رجل له زوجة و أُمُّه تأمره
إن كان بَرَّ أُمَّه في كل شيء ولم يَبْقَ من بِرّها إلا طلاق زوجته فليفعل
و إن كان يبرها بطلاق زوجته ثم يقوم بعد ذلك إلى أُمِّه فيضربها
الصدق طمأنينة و الكذب ريبة :
و علامة الصدق أن يطمئن به القلب ، وعلامة الكذب أن تحصل به
الشكوك فلا يسكن القلب له بل ينفر منه .
- يرشدنا الحديث إلى أن نبني أحكامنا وأمور حياتنا على اليقين .
- أن الحلال والحق والصدق طمأنينة ورضا .
- الحرام و الباطل و الكذب ريبة وقلق ونفور .