وهو اقتضاء الفجور والكبر والكذب للضلال فكثير أيضا للقرآن { يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ {26}
الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }
{ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }
{ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ }
{ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ }
{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ }
فأخبر أنه عاقبهم على تخلفهم عن الأيمان
لما جاءهم وعرفوه وأعرضوا عنه بأن قلب أفئدتهم وأبصارهم
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْاسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ
وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ }
فأمرهم بالاستجابة له ولرسوله حين يدعوهم الى ما فيه حياتهم,
ثم حذّرهم من التخلف والتأخرعن الاستجابة الذي يكون سببا
لأن يحول بينهم وبين قلوبهم.
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }
{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
فأخبر سبحانه أن كسبهم غطى على قلوبهم وحال بينها وبين الايمان بآياته,
{ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ }
وقال تعالى في المنافقين :
{ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ }
فجازاهم على نسيانهم له أن نسيهم فلم يذكرهم بالهدى والرحمة,
وأخبر أنه أنساهم أنفسهم فلم يطلبوا كمالها بالعلم النافع والعمل الصالح
فأنساهم طلب ذلك ومحبته ومعرفته والحرص عليه عقوبة لنسيانهم له,
{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ {16}
وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ }
فجمع لهم بين أتباع الهوى والضلال الذي هو ثمرته وموجبه
كما جمع للمهتدين بين التقوى والهدى.
في الله أخوكم مصطفى الحمد