الأخ الزميل / فاخر الكيالى
التلطيفية ..
و أهميتها لمرضى الأمراض المستعصية
يحتاج المرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية
أو من هم في مراحل متقدمة من المرض مثل مرض السرطان،
إلى عناية متكاملة وشاملة متزامنة مع العلاج المباشر للمرض الأساسي.
وهي تشتمل على معالجة الأعراض
كأعراض حسية وجسدية ونفسية أو عضوية،
وفي نفس الوقت مساعدة المريض وذويه على تحمل المرض ومضاعفاته
وعلاجه وتقديم المساعدة لهم بكل إخلاص ومهنية ورأفة ورحمة.
يقدم هذا النوع من العلاج فريق طبي متخصص في الطب التلطيفي
Palliative Medicine الطب التلطيفي وركائزه
* ما هو تعريف الطب التلطيفي؟ وما هي ركائزه؟
وما هي أنواعه؟ وأين يتم تقديم هذا النوع من العناية الطبية؟
وما هو التخصص أو التخصصات الفرعية التي تقوم بتطبيق
ومتابعة هذا النوع من العلاج؟
وهل يقوم الطبيب بإخبار المريض عن مدى تقدم مرضه؟
وكيف يتم التوضيح للمريض وذويه بأبعاد هذا العلاج والهدف منه؟
«صحتك» توجهت بهذه الأسئلة الى مركز علاج السرطان
بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض،
حيث تعقد ندوة وورشة عمل هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.
وتفضل بالإجابة عليها كل من الدكتور عبد الرحمن جازية استشاري
ورئيس قسم الأورام- مدير مركز علاج السرطان-
مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني- بالرياض.
والدكتور عمر شامية استشاري العلاج التلطيفي بقسم الأورام-
مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض.
لقد عرفت منظمة الصحة العالمية «الطب التلطيفي»
بأنه الطب الذي يهدف إلى منع حدوث وتخفيف المعاناة
وتقديم المعونة والدعم للحصول على أقصى درجة من الحياة الجيدة
والمريحة للمرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية كالأورام،
مهما كانت مرحلة المرض أو تقدمه، أو مرحلة العلاج،
ويتم تقديم هذا العلاج بطرق ملائمة لكل مريض على حسب حاجته الخاصة.
والطب التلطيفي هو فلسفة طبية عريقة،
ومنهاج طبي كامل ومنظم لتقديم العلاج الى جانب ما يقدمه الطب التقليدي،
ويهتم أيضاً بالأمور التالية: -
الوصول لحياة صحية أفضل بالمعاني التي تهم المرضى وذويهم.
- الارتفاع بمستوى نشاط المريض ومساعدته على ممارسة حياته
بطريقة طبيعية أو أقرب ما تكون للطبيعية.
- مساعدة المرضى وذويهم على اتخاذ القرارات العلاجية.
لذلك يتم تقديم هذا النوع من العلاج للتزامن مع العلاجات الأساسية
للأمراض المختلفة أو أن يكون هذا العلاج التلطيفي
الطب التلطيفي يستند الى ركائز عدة منها:
- العلاج الفعال للآلام بجميع أنواعها.
- العلاج الفعال للأعراض المختلفة باختلاف شدتها.
- تقديم الدعم الاجتماعي الطبي للمرضى وذويهم.
- تقديم الدعم المعنوي والديني والروحي.
العلاج التلطيفي يجب أن يكون شاملاً ومتكاملاً ويأخذ بعين الاعتبار
وبصفة أساسية المريض واحترام اهتماماته ومشاركة عائلته
في اتخاذ القرارات حسب ما يطلبه المريض.
ما هي أنواع العلاج التلطيفي؟
أنواع العلاج التلطيفي متعددة وغير محصورة بتخصص معين
ويمكن إدراج أنواع كثيرة من العلاجات إلى العلاج التلطيفي.
فطبيب الأورام يقدم علاجاً تلطيفياً
عندما يعطي مريض الأورام أدوية كيميائية أو إشعاعية
بهدف تقليل حجم الورم أو تخفيف المضاعفات الناتجة عنه.
ويقوم طبيب الجهاز الهضمي أو الكبد بإدخال شبكة
لتصريف العصارة الصفراوية لمرضى سرطان الكبد أو المرارة
وبذلك يقدم علاجا تلطيفيا لتخفيف المضاعفات الناتجة عن تراكم
وزيادة العصارة الصفراء في الجسم أو إدخال شبكة
لمنع انسداد الأمعاء أو المساعدة على البلع.
لا يوجد تقسيم معتمد لأنواع العلاج التلطيفي،
لكن للتسهيل على القراء نستخدم التقسيم التالي:
- العلاج بالأدوية المسكنة.
- علاج مضاعفات السرطان بالجراحة أو بالإجراءات كالتداخل الشبكي.
- العلاج النفسي والمعنوي للمريض.
- استخدام الطب البديل لتسكين الآلام والأعراض كالإبر الصينية
- الدعم الاجتماعي والمنزلي ومساعدة المريض على ممارسة حياته
بشكل يلائم احتياجاته ومساعدته وذويه على اتخاذ القرارات.
إن تقديم وممارسة العلاج التلطيفي يحتاج إلى خبرات خاصة
ويتم ذلك بواسطة فريق متكامل ومدرب على هذا النوع من الرعاية
ليسهل تقييم وتقديم العلاج والمعونة اللازمة
وقادر على التواصل مع المريض وأهله أو بينه وبين الاختصاصات الأخرى
(Interdisciplinary Team) .