عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-17-2013, 06:55 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

المعاملة المتميزة التي تشد الإنسان للدين هي أهم ما في السلوك
إلى الله عز وجل :
الحقيقة الدقيقة أن الذي يشدك إلى الدين فضلاً عن أنه قدم لك
تفسيراً عميقاً دقيقاً ، متناسقاً للكون ، والحياة ، والإنسان ،
أن الذي يشدك إلى الدين معاملة الله لك .
لذلك هذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن
ربه :
( أنا عندَ ظنِّ عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكَرَنِي ، فإن ذَكَرَنِي في
نفسِه ذكرتُه في نفسي ، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ
منهم ، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا ، وإن تقرَّبَ إليَّ
ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرْولةً )
[ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ]
لمجرد أن تتخذ قراراً بالصلح مع الله ، بالإقبال على الله ، بطاعة
الله ، بتقديم ما تملك في سبيل الله ترى معاملة تفوق حدّ الخيال .
لذلك هنيئاً لمن عرف الله ، هنيئاً لمن عامله ، هنيئاً لمن خطب
وده ، حفظ الله لك أحد نتائج الإقبال على الله ،
الله عز وجل حفيظ ، ويحفظ المؤمن من كل مكروه ، من كل شيء
مؤلم ، من كل خطر .
} فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا {
( سورة الطور الآية : 48 )
هذه الآية فيما يبدو موجهة للنبي عليه الصلاة والسلام ، ولكن
العلماء قالوا :
آية موجهة إلى النبي عليه الصلاة والسلام هي في الحقيقية
موجهة لكل مؤمن بقدر إيمانه وإخلاصه واستقامته .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أحد أكبر نتائج الإيمان أن الله مع الإنسان يحفظه و يسدد خطاه :
أيها الأخوة ، أنت متى تحافظ على استقامتك ؟
أنت متى تسعى للحفاظ على ما أنت فيه ؟ حينما تصل من خلال
الدين إلى شيء ثمين ، الذي وصل من خلال الدين إلى شيء ثمين
ذاق طعم القرب ، ذاق طعم الحب ، ذاق طعم الإقبال على الله ، ذاق
طعم أن يكون الله معك ، هذه النتائج الباهرة التي يحصها الإنسان
هي التي تحمله على طاعة الله .
إنسان دُعي إلى طعام ، وجلس على الطاولة ، لكنه لم يأكل لسبب
أو لآخر، فإذا دُعي ثانية زهد في هذا الطعام ، لأنه ما أكله ، وما
ذاقه ، أما إذا ذاق الطعام النفيس الذي قُدم له ، إذا دُعي ثانية
يسارع إلى تلبية الدعوة .
فالإنسان حينما يصلي صلاة شكلية ، وحينما يصوم صياماً شكلياً،
وحينما يؤدي العبادات أداء شكلياً لأنه ليس مستقيماً على أمر الله،
يزهد في الدين ، لا يبالي أصلى أم لم يصلِ ، لا يبالي أأطاع الله
أم لم يطعه ، لأنه محجوب بالمعاصي ، محجوب بالعيوب ،
محجوب بالذنوب ، أما إذا أخلص الصدق مع الله ، أما إذا أطاع
الله ، أما إذا أقبل على الله يصل إلى نتائج ، عندئذٍ يحافظ عليها ،
يحافظ عليها فيحفظه الله ، لابدّ من أن تقدم شيئاً ، أن يتوهم
الإنسان أنه بإمكانه أن يأخذ كل شيء ، من دون أن يقدم شيئاً ،
هذا سذاجة في الإنسان وغباء فيه ، لابد من أن تقدم شيئاً ، هذا
الذي تقدمه طاعة الله عز وجل .
} وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً {
( سورة الأحزاب )
أنت متى تحافظ على ما أنت فيه ؟
إذا وصلت إلى شيء نفيس أحد أكبر نتائج الإيمان أن الله معك ،
أن الله قريب منك ، أن الله يحفظك ، أن الله يؤيدك ، أن الله يسعدك
أن الله يسدد خطاك .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بطولة الإنسان لا أن يصل إلى القمة بل أن يبقى فيها :
الآن أيها الأخوة ، كلكم يعلم أن بلوغ القمة شيء يحتاج إلى جهد
كبير، لكن البطولة لا أن تصل إلى القمة أن تبقى فيها ، أناس
كثيرون في ساعة من ساعات الإقبال على الله يتألقون ، ثم لا
يتابعون سيرهم إلى الله ، عندئذٍ يتراجعون ، هذا الوضع الذي
يتكرر أحياناً يقبل ثم يدبر ، يتألق ثم يخبو ، يتحرك ثم يسكن ،
هذا الوضع لا يرضي الله عز وجل .
( أحبَّ الأعمال إلى الله أدْوَمُها وإنْ قلَّ )
[ أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك
عن عائشة أم المؤمنين ]
فلذلك دقق في هذه الكلمة :
ليست البطولة أن تصل إلى القمة ، البطولة أن تبقى فيها ،
أنت حينما تحافظ على هذه الصلة من أن تنقطع ، أنت حينما
تحافظ على هذا التوثيق من أن ينقطع ، أنت حينما تحافظ على هذا
التأييد من أن يلغى تكون قد بلغت القمة وحافظت عليها .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أسباب حفظ الله للإنسان هي طاعته والتوكل عليه والاستقامة
على أمره والإخلاص له :
أيها الأخوة ، نحن في عالم الدنيا إنسان أحياناً يصل إلى منصب
رفيع ، يبذل جهداً كبيراً للحفاظ عليه ، حينما يصل إلى دخل كبير
يبذل جهداً كبيراً للحفاظ عليه ، هذا شيء من طبيعة الإنسان ،
ولكن الحقيقة الدقيقة في هذا اللقاء الطيب أنك لن تحافظ على ما
أنت فيه لأسباب أرضية ، بل لأسباب علوية ،
كيف ؟
إنسان معه أموال طائلة ، يضع الأقفال ، يوثق ، يسجل ، يقدم كل
سبب للحفاظ على هذا المال لكن إن لم يكن مستقيماً على أمر الله ،
الله عز وجل يحبط له كل هذه المساعي ،
وكنت أقول دائماً :
الله عز وجل لا يجدي معه أن تكون معه ذكياً ، يؤتى الحذر من
مأمنه ، يحفظك لا بأسباب أرضية ، بل بأسباب علوية ، أنت حينما
تكون مستقيماً يحفظك ، أنت ينبغي أن تأخذ بالأسباب ولكن حفظ
الله عز وجل لا يكون بالأخذ بالأسباب وحدها ، لابدّ من أن تأخذ
بأسباب أرادها الله عز وجل أن تأخذ بها .
أنت حينما تستقيم ، حينما تتوكل ، حينما لا تسمح لدخلك أن يكون
فيه شبهة ، حينما تصل إلى مكاسب كبيرة ، عندئذٍ تسعى للحفاظ
عليها لا بأسباب أرضية فقط ، بل بأسباب علوية هي طاعة الله ،
والتوكل عليه ، والاستقامة على أمره ، والإخلاص له .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
امتحان الله عز وجل للإنسان من أصعب الامتحانات :
أيها الأخوة، الله عز وجل يقول :
} وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ {
( سورة المؤمنون )
يعني الله عز وجل يمتحن الإنسان، من أصعب الامتحانات، أحياناً
تغلق أمام الإنسان كل الأبواب المشروعة ، يفتح له باباً غير
مشروع ، ضعيف النفس يقول :
ماذا أفعل ؟ أنا مضطر ، طرق كسب الحلال مغلقة ، في طريق
سهل للكسب الحرام ، هنا الامتحان الصعب ، فحينما ترى أن
الأبواب كلها موصدة أمامك ، و هناك باب واحد لا يرضي الله
مفتوح على مصراعيه اعلم أنك أمام امتحان صعب ، ينبغي أن
تنجح فيه ، كيف تنجح ؟
تقرأ قوله تعالى :
} وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً {
( سورة الطلاق )
والله أيها الأخوة ، لو لم يكن في القرآن الكريم إلا هذه الآية لكفت،
} وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً {
كن عن همومك معرضا وكلِ الهموم إلى القضا
وابشر بخــير عاجل تنسى به ما قـد مضى
فلرب أمـر مسخــط لك في عواقبه رضــا
* * *
ولربما ضاق المضيق ولربما اتسع الـفضــا
الله يفــعل ما يشاء فلا تـــــــــكن معترضا
الله عودك الــجميل فقس على ما قــــــــد مضى
* * *
} وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً {
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس