عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-19-2013, 06:40 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي



أيها الأخوة ، حينما نقول :
إنما الحلم بالتحلم ، أنت بالبدايات تتصنع الحلم ، موقف يؤلم ، تغلي من
الداخل ، لكنك ضبطت أعصابك ، هذا تحلم ، لكن بعد حين تكون حليماً ،
وكاد الحليم أن يكون نبياً ، والحلم سيد الأخلاق .
إذاً تتحلم فتكون حليماً ، تتكرم فتكون كريماً ، تتعلم فتكون عالماً ، هذه مرتبة
البدايات ،
للتوضيح :
إنسان تاب إلى الله ، من لوازم توبته أن يكف عن سماع الغناء ، لكن كان
هناك أغان قبل أن يتوب يحبها كثيراً ، راكب في مركبة عامة وضعت هذه
الأغنية لا شك أنه يطرب لها أشد الطرب ، لكن هو بحسب النصوص لم
يستمع إنما سمع ، وفرقٌ كبير بين من استمع وبين من سمع ، فهو الآن
حينما كف عن سماع الغناء ضبط هذه الشهوة ، لكن بعد حين يمقت هذه
الأغنية ، هذه مرتبة أعلى .
حينما تشتاق للمعصية ولا تفعلها خوفاً من الله هذه مرتبة في البدايات ،
لكن بعد حين :
( ليس منَّا مَن لم يَتَغَنَّ بالقرآنِ )
[ أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة ]
لكن بعد حين تشمئز من هذه الأغنية لأنها لا تليق بمؤمن ، والمعاني ساقطة
والمعاني مثيرة ، وكأنها تدعو إلى معصية .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عظمة الإسلام أنه أقرّ مكارم الأخلاق في الجاهلية .
أيها الأخوة ، شيءٌ آخر :
الإسلام عظمته أن مكارم الأخلاق في الجاهلية أقرها ،
فقال عليه الصلاة و السلام :
( إنَّما بُعِثْتُ لأُتممَ صالحَ الأخلاقِ )
[ أخرجه البزار والإمام أحمد عن أبي هريرة ]
ففي الجاهلية كان هناك مروءة ، و كرم ، إنسان يركب فرسه في أيام الحر
الشديدة رأى رجلاً ينتعل رمال الصحراء المحرقة ، أشفق عليه ، دعاه إلى
ركوب الخيل وراءه ، ولم يكن يدري أن هذا أحد لصوص الخيل ، فما
أن اعتلى هذا اللص وراء صاحب الخيل حتى دفعه نحو الأرض ، وعدا
بالفرس لا يلوي على شيء ، فقال له صاحب الفرس :
لقد وهبت لك هذه الفرس ، اطمئن ، ولن أسأل عنها بعد اليوم ، ولكن إياك
أن يشيع هذا الخبر في الصحراء ، فإذا شاع هذا الخبر تذهب المروءة ،
وبذهاب المروءة من الصحراء يذهب أجمل ما فيها .
كان هناك قيم جاهلية ، لذلك كان عليه الصلاة والسلام يقول :
( أسلمتَ على ما أسلفتَ لك من الخيرِ )
[ أخرجه البخاري ومسلم عن حكيم بن حزام ]
وكان يقول :
( خيارُكم في الجاهليةِ ، خيارُكم في الإسلامِ إذا فقُهوا )
[ أحمد عن أبي هريرة ]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الفطرة و الصِبغة :
لابد من توضيح دقيقٍ جداً ، هناك فرقٌ كبير بين الفطرة وبين الصِبغة ،
الفطرة أن تحب الخير وليس من الضروري أن تكون خيراً ، الفطرة أن تحب
العدل وليس من الضروري أن تكون عادلاً ، الفطرة أن تحب الإحسان وليس
من الضروري أن تكون محسناً، ً هذه الفطرة تحب مكارم الأخلاق ، محبة
مكارم الأخلاق شيء وأن تكون ذا أخلاقٍ شيء آخر ، لكنك حينما تتصل بالله
تصطبغ نفسك بكمال الله ، الآن دخلنا في الصبغة ....
قال تعالى :
} صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً {
[ سورة البقرة الآية : 138 ]
أما الفطرة فأن تحب مكارم الأخلاق ، لذلك :
} فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا {
[ سورة الروم الآية : 30 ]
كل واحد حتى السيئ ، حتى اللص ، حينما يسرق مع رفاقه يقول أحدهم :
وزع هذا بالعدل ، و لكن هذا مال مسروق !
أحياناً الإنسان يقول كلاماً عجيباً ، هو غارق في المعصية وعنده فطرة ،
أحياناً تقول الراقصة :
إن الله وفقني بهذه الرقصة ، شيء مضحك طبعاً !.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كما هو ملاحظ الشباب قوة كبيرة جداً ، الله عز وجل قال عنهم :
} إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {
[ سورة الكهف ]
كلمة فتوة تعني الشباب ، أنا لي رأي خاص ، أنا أرى أن الشباب في
المجتمعات المعاصرة قنبلةٌ موقوتة ، هذا الشاب يحتاج إلى بيت ، يحتاج إلى
زوجة ، يحتاج إلى فرصة عمل ، فإن لم توفر له هذه المطالب الأساسية
الثلاث تطرف .

رد مع اقتباس